مقدمة:

لا تخلو كتب علمائنا المسلمين في التربية والتعليم من مداخل تربوية بيداغوجية، وأخرى تنظيمية ذات طبيعة قانونية زجرية، لضبط النظام التعليمي، وتنظيم العمل داخل المؤسسة التعليمية. ولم يكن التنبيه إلى تلكم المداخل ترفا فكريا، ولا انسجاما مع أعراف خاصة في الكتابة التربوية آنذاك، وإنما لوعي عميق بأهمية النظام والضبط في الارتقاء بالمؤسسة التعليمية، وقيامها بوظائفها المنوطة بها. ومن الضبط التعليمي الذي دعوا إليه، وألحوا عليه في كتبهم؛ ضرورة انضباط المعلمين والمتعلمين للقانون الداخلي للمؤسسة، ووجوب تحليهم بالآداب السامية والأخلاق الحسنة التي تليق بفضاء تربوي له مكانته وحرمته، فكانوا بذلك روادا في هذا الباب، من منطلق أنهم حملة الشريعة ومبلغوها، وورثة الأنبياء، وأنهم معلمو الناس الخير، ومرشدوهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

بيد أن ضبطهم لهذا الجانب الخطير وتنظيمهم له، لم يكن من خلال رسائل وعظية، أو توجيهات إرشادية غير ملزمة، وإنما بمواد قانونية وتنظيمية غاية في الوضوح والدقة، تحمل الجسم التربوي ككل على الامتثال لها والالتزام بها. وقد عكسناها في مرايا الفكرين التربوي والقانوني الحديث، فوجدناها على قدر كبير من التقدم والحداثة، كما أنها قابلة للتطبيق والاستثمار في واقعنا التعليمي المعاصر، بما تتيحه من شروط موضوعية لنجاح المدرسة في أداء رسالتها؛ إذ تعين على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة، وتسهم إلى حد كبير في تضييق الخناق على ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، والتي أضحت هاجس الجميع بكل تخصصاتهم واهتماماتهم؛ فهي لا تنال طائفة معينة كما يظن البعض، ولا تستهدف فئة بعينها، وإنما تستهدف الجميع بالنظر إلى مآلات الظاهرة.

ويستحسن قبل الخوض في هذا البحث، أن نميز في مداخل الحد من ظاهرة العنف المدرسي، بين نوعين من العنف؛ الأول: مصدره المتعلمون، والثاني: مصدره المعلمون، وهذا التمييز واقعي ومنطقي؛ إذ لا يتحقق في تقدرينا الحد من ظاهرة العنف المدرسي الصادر عن المتعلمين بالتعويل على الجانب القانوني التشريعي فحسب، سيما وأن خصائص المتعلمين النمائية لا تسعفهم -بما يكفي من النضج- على إدراك حيثيات القانون وآثار التعاقد، كما أن التوسُّل بالمقاربات التربوية البيداغوجية وحدها قد لا ينفع في الضبط والزجر، ولعل الصواب الجمع بين الأمرين كليهما؛ فذلك أبلغ في الانقياد، وأحق أن يشمل كل المتعلمين، لأنهم على صنفين؛ صنف يتوقف بالزجر، ويحمله الخوف من القانون على الانضباط، وصنف لا يتوجه إلا بالحكمة التربوية، والامتثال عن طيب نفس.

أما العنف الصادر عن المعلمين، الذين من المفروض أنهم خضعوا لتكوين بيداغوجي وتشريعي قبل التحاقهم بالتدريس، فهو لا يعدو أن يكون ردة فعل نفسية قاسية -غير مهنية- اتجاه سلوك معين أثار غضبهم، واستفز مشاعرهم؛ وبذلك يكون المدخل القويم -في تقديرنا- للحد من هذا النوع من العنف، التنبيه على بعض المواصفات التربوية التي ينبغي أن يحلى بها المعلم، والتي تجعله في النهاية يعي وظيفته داخل القسم، ويدرك أنه مسؤول عن ارتقاء متعلميه العلمي والأخلاقي.

ويمكن القول دون مبالغة، إن ما ورد في كتب التراث التربوي الإسلامي من مداخل تربوية وتنظيمية، يستوعب قطبي المعلم والمتعلم على حد سواء، ببيان ما يرتبط بكل واحد منهما من مواصفات بيداغوجية وأخلاقية واجتماعية، للحد من ظاهرة العنف المدرسي، ومن ثم تحقيق ظروف الاشتغال التربوي، وأسباب التحصيل العلمي. وحيث طبيعة البحث لا تسمح باستعراض المداخل التربوية والتنظيمية المبثوثة في مظان التراث التربوي الإسلامي كلها، فإني سأكتفي بتراث علمين كبيرين من علماء شمال إفريقيا الذين عرفوا باشتغالهم التربوي، ووضعهم لمواصفات نموذجية للمعلم والمتعلم على حد سواء؛ وهما الشيخان: محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي المغربي (ت: 1956م)، ومحمد الطاهر ابن عاشور التونسي (ت: 1974م).

وعليه، تحدد إشكالية البحث في السؤال الرئيس الآتي:

ما المداخل التربوية والتنظيمية التي أشار إليها محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور للحد من ظاهرة العنف المدرسي؟

وإن جملة من الأسئلة تتفرع عن هذا السؤال، يمكن حصرها في سؤالين فرعيين اثنين هما:

ما المواصفات التربوية التي ينبغي أن يتحلى بها المعلم والمتعلم للحد من ظاهرة العنف المدرسي عند محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور؟

وما المداخل التنظيمية التي اقترحها محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور للمعلم والمتعلم قصد التخفيف من ظاهرة العنف في الوسط المدرسي؟

وللإجابة عن هاته الإشكالية وأسئلتها المتفرعة عنها، وضعت منهجية محكمة واضحة المعالم قصد الإحاطة بموضوع البحث من كل جوانبه، بتقسيمه إلى مبحثين ومقدمة وخاتمة على النحو الآتي:

  • مقدمة
  • المبحث الأول: المداخل التربوية والتنظيمية المرتبطة بالمعلم للحد من ظاهرة العنف المدرسي عند محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور
  • المبحث الثاني: المداخل التربوية والتنظيمية المتعلقة بالمتعلم للحد من ظاهرة العنف المدرسي عند محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور
  • خاتمة

هذا ما سأحاول التطرق إليه في هذه الورقة البحثية متوخيا الاختصار والإيجاز، ومتوسلا بالمنهجين الوصفي والتحليلي، للكشف عن رؤية كل من محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور لقطبي المعلم والمتعلم من حيث مواصفاتهما التربوية، وما ينبغي أن يتحلى به كل منهما تربويا وسلوكيا، بما يحقق فاعليتهما لبلوغ الكفايات والأهداف المرجوة. ونعترف مقدما أنه عند النظر إلى تلكم المواصفات نجد جملة منها بمثابة مداخل تربوية ناجعة للحد من ظاهرة العنف المدرسي، هذا إلى جانب الوقوف على الأطر القانونية المنظمة لسير مؤسستين عتيقتين بشمال إفريقيا وهما؛ جامع القرويين بالمغرب الذي كان معهدا لتدريس العلوم الدينية والدنيوية من الابتدائي إلى الانتهائي، والذي نظمه الحجوي من خلال قانون النظام الأساسي للمجلس التحسيني عام 1914م، والذي تضمن مواد قانونية لها أهميتها الكبرى في تنظيم عمل المعلمين وضبط المتعلمين من جهة، وحمايتهم من كل ما يعرضهم للخطر من جهة أخرى. وكذلك جامع الزيتونة الذي أصابه مع بداية القرن العشرين شلل بنيوي وتنظيمي كسوء يقظة المراقبين لسلوكيات المتعلمين، والتي كانت تتسبب أحيانا في حالات من العنف، ولكن مع مجيء ابن عاشور مصلحا تربويا تحقق تحسن ملحوظ على هذا المستوى، فكان كفيلا بارتقاء هذا المعهد العلمي. والله المسؤول بالإتمام وعليه التكلان.

المبحث الأول: المداخل التربوية والتنظيمية المرتبطة بالمعلم للحد من ظاهرة العنف المدرسي عند محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور

المعلم يصنع العقول، ويُعد الأجيال، ولا يرتاب في كونه أهم أركان العملية التعليمية وأهم أسس نجاحها، وقد أظهرت الدراسات التربوية الحديثة «أن فاعلية المعلم تشكِّل العامل الأبرز في نجاح الطالب في المدرسة«([1]). ومن ثم يكون للمعلم دور بارز في الحد من ظاهرة العنف المدرسي، بما يمتلكه من خصائص مهنية وخصال أخلاقية ومهارات علائقية. فالمعلمون ليسوا على درجة واحدة من الكفاءة والخبرة والفاعلية، ما يجعلنا نتساءل عن نوعية المدرِّسين وعن مواصفاتهم ومؤهلاتهم التي تفيد في خلق الإيجابية داخل المدرسة والقضاء على العنف. ويمكن القول إن الحد من ظاهرة العنف يتوقف على ما يمتلكه المعلم من مواصفات وخصائص، فكلما توافرت فيه تلك المواصفات اللازمة، نجح في تحقيق الفعالية التربوية والتعليمية، واستطاع إحداث التأثير الإيجابي في المتعلم بما يحول دون وجود حالات عنف مدرسي.

وقد وردت مواصفات المعلم عند الحجوي وابن عاشور نصوصا مبثوثة في تراثها التربوي. ويمكن تلخيص أبرز تلك المواصفات فيما يلي:

الفرع الأول: أن يشعر بمسؤوليته عن تقدمهم العلمي

سهرُ المعلم وحرصه على تقدُّم طلابه، وشعوره بالمسؤولية اتجاههم، وإخلاصه في أداء عمله، كلها عوامل تساعد على تفوق المتعلمين، واهتمامهم بالدراسة بدل الانشغال بأمور ثانوية قد تفضي إلى عنف. وإن تغافل المعلم عن الشعور بنتائجهم، والتنويه بمن أحسن منهم العمل، كفيل بصدّهم عن الارتقاء في مدارج الأخلاق والعلم، ولذا دعا الحجوي المدرس إلى أن «ينوّه بشأن من أحسن من التلاميذ»([2]). وقد صادف ابن عاشور من المدرِّسين من «لا يلم بأسماء تلامذته ولا يطابق بينها وبين مسمَّياتهم، ولا يحصي أيَّام تخلفهم، ولا حالة سيرتهم العلمية»([3]). وهذا خلل بيداغوجي يفضي لا محالة إلى التسيب والفوضى.

إن المعلم يشفق على طلابه ويجريهم مجرى بنيه، فلا يدع من نصحهم شيئا، فيمنعهم من الانشغال بتوافه الأمور وسفاسفها، ويدفعهم إلى تحصيل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، لأن «كثيرا من نفوس الشباب محكومة لما يلائمها ومتغافلة عن مصالحها، وربَّما تلقت النصيحة من العارف فنبذتها ظهريا، أو رأت مضايقة في التعليم ففارقت الدرس إلى غيره مما يجاري أهواءها»([4]). ولا بد في توجيه المتعلم من سلك أقرب الطرق المفيدة، وقد وجه الحجوي كلاما مباشرا إلى المدرسين بضرورة تحمل الواجبات التي تقتضيها مهنة التدريس من تكوين ومهارة وإتقان، وفي هذا يقول: «فإن كنت مدرسا معلما فأتقن درسك، وكن حريصا على إيصال القواعد العلمية والتهذيبية إلى أذهان تلاميذك من أسهل طريق وبأقرب عبارة وأبينها…»([5]).

إن كثيرا من المتعلمين، وخاصة في المرحلة الابتدائية والثانوية، متغافلون عن مصالحهم، خاضعون لأهوائهم، ولربما صدر منهم ما يجعل المعلم يفقد الأمل في ارتقائهم الأخلاقي أو العلمي أو كليهما، فيلجأ إلى تعنيفهم، ولقة نضج بعض المتعلمين قد لا يتهتمون بدروسهم وقد ينقطعون عنها، فتصدر منهم سلوكيات عنيفة داخل المدرسة، لكن حينما يشعر المعلم بمسؤوليته اتجاههم، فيبذل جهدا في تربيتهم ونصحهم، فإن ذلك قد يكون سببا في هدايتهم، ووقايتهم من مجموعة من أشكال العنف التي قد يمارسونها أو تمارس عليهم.

الفرع الثاني: أن يكون مواظبا على الحضور حريصا على زمن التعلم

مع غياب المدرس تظهر حالات من العنف وحوادث مدرسية مؤسفة، خاصة لمن هم في المرحلة الابتدائية والإعدادية، فضلا عن ضياع زمنهم الدراسي النفيس، ولهذا يقول ابن عاشور «إن إبطال الدرس يوما للتلميذ المبتدي تنشأ عنه مفاسد عظيمة في التعليم والأخلاق»([6])، وفي هذا السياق أكد على ضرورة وضع إطار تنظيمي يعنى بمراقبة حضور المدرسين من المتطوعين في جامع الزيتونة، لأن ثلة منهم قد «يحملهم الاهتمام العلمي وحب النفع العام على المواظبة، وربما كثر فيهم من هو أشدُّ مواظبة من المدرسين، لكن هذا لا يعتمد عليه في تنظيم تعليم معهد كامل»([7]).

كذلك وضع الحجوي إطارا تنظيميا واضحا، من أجل مراقبة حضور المدرسين، والحرص على زمن التعلمات، من خلال قانون النظام الأساسي للمجلس التحسيني، وخاصة في القسم السادس منه، جاء في المادة 86 أنه «يراعى في الرخص ألا يلزم تعطيل علم من العلوم…«([8])، أما المادة 87 من ذلك القسم، فتنص على أن «من غاب عن درسه من غير رخصة قطع مرتبه، فإذا سافر لعذر بيِّن، رد إليه إن لم يتجاوز شهرا…«([9])، هذا إلى جانب تنصيص المادة 89 أن «الاستنابة عمن تغيب من المدرسين تكون من المدرسين بالفصل، ولا يُستعان بالمهيئين إلا إذا لم يوجد في الموظفين من يمكنه القيام«([10]).

وإننا إذا كنا نطالب بالحزم والصرامة في التعامل مع المتعلمين الذين لا ينضبطون لأوقات الدراسة، فإن المعلم يجب أن يكون قدوة لمتعلميه في هذا الباب، ولا سيما المدرس المسلم الذي يأمره دينه بحفظ الأوقات واحترام المواعيد، فلا يجب أن يتغيب إلا لعذر قاهر، لما يترتب عن الغياب من مفاسد كثيرة.

 الفرع الثالث: أن يجمع بين الحزم واللين، وبين الترغيب والترهيب

لضبط سلوك المتعلم داخل الفصل وخارجه، وحتى لا ينفر من الدراسة إلى أشياء أخرى غير مفيدة، لا بد من اتباع أسلوب يجمع بين الحزم واللين، وبين الترغيب والترهيب. وقد أرشد ابن عاشور المعلم إلى أن يزاوج بين أساليب الترغيب والترهيب في دعوته طلابه إلى الهدوء والانتباه، دون شطط أو إخلال حينما قال: «والشيخ يدعوهم إلى الهدوء بالرغبة والرهبة»([11]). كذلك نبه الحجوي المعلم إلى أن يجمع بين أساليب الترغيب والترهيب دون إفراط ولا تفريط، يقول: «ويجب على المعلم أن يكون صارما على من أساء، مع تحلّيه بحلية التيقظ واللطف دائما، بحيث لا ينبسط لهم حتى يسخروا به، ولا يكون عبوسا قمطريرا حتى ينفروا ويهربوا، وخير الأمور الوسط»([12]). ولا بد أن يستصحب المربي هذا المنهج في الدعوة إلى كل ما ينفع النشء؛ لأن الغاية من تربيتهم وتعليمهم هي نفعهم في العاجل والآجل. وقد مدح الحجوي أسلوب جدته الرؤوف في تربيته له، حينما كانت ترغبه بكل الوسائل كي يقبل على ما ينفع، يقول: «وطالما رغبتني بأنواع ما يرغب به الصبيان في القيام باكرا، وإسباغ الوضوء للصلاة، والنظافة وحفظ الثياب، والاعتناء بكتاب الله، والمحافظة على أوقات المكتب، وحب المساكين، ورحمة الضعيف، وهجر كل ما ليس بمستحسن في الدين، وبثّ روح النشاط في الحفظ والتعليم..([13]).

الفرع الرابع: ألا يكون معاديا للنظام والقوانين

وذلك لأن حُسن اندماج المعلم مع وسطه عموما، داخل المدرسة أو خارجها رهين بمدى التزامه بالقوانين، فلا يتصور أبدا إقبال الأستاذ على عمله بهمة وإتقان وحسن تدبير وهو غير منضبط بنظام، أو محكوم بنظام يُعاديه، ولعل «الفساد الأكبر الذي يلقاه مصلح التعليم في المعلّمين هو كراهية النظام وكراهية القوانين وسوء الإلمام بواجب العناية بالتعليم»([14]). والكل يتعين عليه -كما يقول الحجوي- أن يكون شغوفا بالنظام، وأن يعي مخاطر الزيغ عن القانون، وما يترتب عن ذلك من مفاسد جمة، قد تلحق الأذى بالمدرس نفسه، فضلا عن متعلميه، ولذلك أخرج رحمه الله النظام الأساسي للقرويين، الذي تضمن مجموعة من القوانين المنظمة لعمل المدرس، والتي من خلالها يعرف ما له وما عليه، ويمكن أن نشير في هذا السياق -على سبيل المثال لا الحصر- إلى المادة 99 التي تنص على أنه «لا يجوز التعرض لأحد من المشايخ بالإذاية، ولا لرئيس المجلس أو أحد من أعضائه، أو شيخ القرويين أو معينيه، ويُمنع كل مدرس أو طالب من الاعتصاب والاجتماعات المخلة بالآداب العلمية، ومن ثبت عليه ما ذكر عوقب بمحو اسمه من الدفتر ثم يُحاكم»([15])، وكذلك نشير إلى المادة 101 من ذلك النظام، والتي توجب «على المدرسين والطلبة الخضوع لأوامر رئيس المجلس، ومن عصاها رفض وقطع مرتبه»([16]). ولو بحثنا اليوم في أسباب العنف المستشرية في واقعنا المدرسي، لوجدنا أن أغلبها يعود إلى عدم الالتزام بالقانون والتسامح فيه.

الفرع الخامس: أن يكون صديقا لتلامذته، وأن يعاملهم بإنصاف وعدل

لأنَّ نجاح المعلم متوقفٌ على نجاحه في إقامة علاقات تفاعلية مع طلابه، تكون قائمة على الحب المتبادل والصداقة والاحترام والرفق والإنصاف والعدل، وتلك العلاقات تجعل العملية التعليمية التعلمية تتحول من طبيعتها الميكانيكية الآلية، إلى عطاء متبادل مفعم بمشاعر الحب والمودة. وإن حرص المدرسين على ترك مسافة بينهم وبين التلاميذ، واعتبارهم القرب سوء تربية، هو أحد معوقات التواصل التي تؤدي إلى بروز ظواهر مدرسية مشينة كالهدر والعنف المدرسيين.

ولهذا ألحّ ابن عاشور على ضرورة أن تكون العلاقة بين المعلم وطلابه مبنية على التواصل والصداقة، ولذلك فقد كرِه صفات «التكلف والانقباض الذي يرتديه بعض المدرِّسين في مشيتهم، وكلامهم ولباسهم، وسحَنات وجوههم التي تبعد ما بين التلميذ والأستاذ؛ فتحول دون النفع بعلمه…»([17]). كذلك ألح الحجوي على أن يكون المدرس بشوشا يقول: «ويجب على المعلم أن يكون بشوشا وقورا»([18])، كما أكد على وجوب إقامة العدل بين المتعلمين في طريقة التعامل معهم، أو في تقويم أعمالهم، لأن ذلك شرط لا بد منه لتعليم أمثل وأكمل، ولذلك نبه المدرسين إلى التعامل مع المتعلمين جميعهم معاملة قائمة على العدل والإنصاف، لا على المكانة الاجتماعية أو الحالة المادية، فهو يقرر أنه «على كل فرد من الأمّة أن ينصف غيره، وأن يؤدي الحقوق قبل أن تطلب منه، ويجب أن يعدل الإنسان مع جيرانه وعياله وأولاده وخدامه، والتلاميذ بعضهم مع بعض، والأستاذ يعدل فيهم (…) فالمسلمون جعلهم القرآن طبقة واحدة متماثلين في الأحكام، وليسوا أمام العدل الحقيقي طبقات…»([19]).

المبحث الثاني: المداخل التربوية والتنظيمية المتعلقة بالمتعلم للحد من ظاهرة العنف المدرسي عند محمد الحجوي والطاهر ابن عاشور

المتعلم أساسُ العملية التعليمية التعلمية ومحورها، وعليه تدور مدخلات المنهاج التي يفترض أن تستجيب لحاجاته النفسية ولقدراته العقلية، وأن تراعي إمكاناته، ومواهبه، وملكاته، واستعداداته المختلفة، وصولا به إلى أقصى درجات الكمال الإنساني الممكنة. ونظرا للمنزلة العالية التي يشغلها قطبُ المتعلم في فكر الحجوي وابن عاشور، فقد حددا له مواصفات مطلوب منه الالتزام بها والتخلق بها، لئلا يزيغ عن الأهداف التي تسعى المدرسة لتحقيقها فيه، وحتى لا يشرد كذلك عن التعليم إلى تعاطي أشياء أخرى مهلكة كالشغب والعنف والمخدرات وهلم جرا. فالمتعلم بالنسبة للرجُلين مدعو على الدوام إلى التحلّي بأكمل الصفات، ومطالبٌ دائما بتحصيل أسمى الغايات؛ وما ذاك إلا لأنه تحت مراقبة أستاذه بصفة مستمرّة وشاملة من جهة، ولكونه الغاية من التعليم من جهة أخرى.

ومن المواصفات التي ينبغي أن يلتزم بها المتعلم، والتي تعين على التخفيف من ظاهرة العنف المدرسي، ما يلي:

الفرع الأول: أن يتصف المتعلم بالأدب والاحترام اتجاه معلمه

دعا الحجوي المتعلم إلى التزام الآداب الإسلامية السامية في طلب العلم، واحترام العلماء وتوقيرهم لأنهم ورثة الأنبياء، وعدّ ذلك من الأولويات التي ينبغي للمتعلم أن يضعها نصب عينيه وهو يطلب العلم، وإلا طرد من المؤسسة، لأن التربية عند الحجوي مقدمة على التحصيل الدراسي، جاء في المادة 24 من النظام الأساسي للمجلس التحسيني أن «كل من يكتب اسمه في زمام العالمية، لا بد ألا يثبت عليه ثبوتا شرعيا شيء من القوادح الشرعية، وإلا محي اسمه»([20]). ولذلك لا بد من تدريب المتعلم منذ الصغر «أن يتكلم بالألفاظ اللائقة في المخاطبات كسيد وأستاذ، وحتى مع الأقران والأبعدين، يعامل كل واحد بما يحبه ويناسبه في الخطاب حسب الوقت والبلد والحال، تباعدا عن الجفاء، وتحببا إلى قلوب الخلق، مع التحمل والصبر لمن يقع منه تقصير، وعدم المقابلة بالمثل…«([21]). ومن بين ما ثمّنه ابن عاشور فيما له صلة بالمتعلمين هو «معاملتهم مشائخهم بغاية المبَّرة والإجلال… فقليل بينهم سيّئ السيرة»([22]).

 كما حث الحجوي المتعلم أن يحرص دائما على لقاء أستاذه وزملائه بالتبسم الذي هو صدقة، بالإضافة إلى «طلاقة الوجه والبشاشة، وحسن الخلق مع كل أحد، وحسن السلوك مع الوالدين والأستاذ والأقربين، بالتعظيم المناسب لكل مقام بما يليق به«([23])، ولا يقصد الحجوي رحمه الله بالتعظيم الطاعة العمياء التي وردت في آداب المريدين، والتي تؤكد وجوب طاعة الشيخ وعدم مخالفته بحال، لدرجة أنهم شبهوا المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله.

ومن بين ما أشاد به الحجوي فيما له صلة بأخلاق المتعلمين، ما ورد في معاملة ولدي الرشيد العباسي شيخهم الإمام الفراء بغاية المبرة والإجلال، يقول الحجوي: «ولقد كان إمام النحو الفراء إذا دخل على الخليفتين الأمين والمأمون ولدي الرشيد العباسي قدما له النعل وتسابقا إليه قياما بحق المشيخة«([24])، وهو ما نفتقده اليوم في مدارسنا مع شديد الأسف. ومن هنا لا بد من جعل الهدف من التعليم التربية على القيم، وذلك من خلال حمل «النفوس على الأخلاق الفاضلة، وترك السفاسف»([25])، وهذا بالضبط ما كان ينشده الحجوي حينما قال: «ولنرب نشأة جديدة تشب على النزاهة والأمانة ومكارم الأخلاق تربية صحيحة دينية كتربية السلف الصالح»([26]).

الفرع الثاني: أن يلتزم المتعلم بالقانون الداخلي للمؤسسة

إن المقصد من وضع القانون الداخلي للمؤسسة هو توفير شروط العمل الضرورية للسّير العادي للمؤسسة، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم، ولذلك سعى الحجوي إلى وضع إطار قانوني قابل للإنجاز والتطبيق، ويتمثل في النظام الأساسي للمجلس التحسيني للقرويين، والذي يتضمن بين دفتيه قوانين تنظم العمل داخل المؤسسة، ودعا إلى تكليف جهات تحمل كل الجسم التربوي على تطبيقها بحذافيرها، وإلا فإهمال هذا الأمر يؤدي إلى الفوضى وحالات من العنف داخل الفصل وخارجه، وهذا ما يجعل المدرِّس يهتم بالأمور التنظيمية أكثر من اهتمامه بفعل التدريس.

ومن هذا المنطلق طالب الحجوي بضرورة تعيين ناظرين في إدارة المؤسسة التعليمية، وخاصة في جامع القرويين، يكلفان یومیا بضبط حضور الطلبة، ومراقبة هيئتهم، وتقييم سلوكهم، والغرض من ذلك كله ترقية أخلاقهم وتعویدهم على الانضباط والجدیة، وحجته في ذلك ما كانت تشكوه جامعة القرويين وتعانيه من فوضى وممارسات لا أخلاقية. وإن وضع القانون للتنظيم التربوي يضبط العلاقات بين أعضاء الجماعة التربوية، ويضمن الجوّ المناسب لممارسة النشاط التعليمي. ولذا نجد في المادة 43 من ذلك النظام الأساسي الخاص بالقرويين تفرض على ناظري الجامع «جعل كناش لكل تلميذ آفاقي أو بلدي، يقيد فيه اسمه وقبيلته وبلده وتاريخ دخوله، وسيرته الشخصية المناسبة للعلم الشريف، وحالة سلوكه…«([27])، وعملية تتبع المتعلم هاته ينبغي أن تكون عملية يومية، وهذا ما نصت عليه المادة 42 من أنه «لا بد للناظرين من حضور القرويين أوقات التدريس وبعد انتهائه، ويجتمعان مع الشيخ ليطلعاه على الواقع كل يوم…«([28])، هذا إلى مجموعة من المواد المكملة لحسن ضبط المؤسسة تنظيميا، و لعل أبرزها المادة و41 التي توجب  على شيخ القرويين «رفع التقارير شهريا في أمر المدرسين والطلبة وسير الدروس…«([29])، كما تخول له المادة 47 من القانون نفسه «أن يحكم على أحد المدرسين أو الطلبة حكما تأديبيا يرجع لوظيفه بمشاورة الناظرين«([30])، هذا إلى جانب مجموعة من المواد المنظمة التي يطول جلبها هنا.

كذلك أشار ابن عاشور إلى «أنه ليس في القوانين زواجر محدودة تهدِّد النفر القليل الذي بينهم سيّئ السيرة. فلذلك تتكرَّر كل عام حوادث قليلة من التلاكم في الدروس«([31])؛ فالعنف نتيجة طبيعية لغياب القانون، أو عدم الالتزام به، أو التسامح فيه. ونتيجة لغياب القانون في جامع الزيتونة كانت عملية الضبط عشوائية لا تخضع لمساطر تنظيمية؛ بحيث نجد الأستاذ يتعب كثيرا في دعوة التلاميذ إلى الهدوء، «حتى إنه قد يحتاج إلى استدعائه القيمَ لحملهم على الامتثال، أو يبادر إلى تدارك الأمر عندما يرى بوارق التشويش«([32])، وسير الأمور على هذا النحو يصاحبه لا شك تجاوز في عملية الضبط والزجر إلى العنف الجسدي واللفظي وما إلى ذلك.

الفرع الثالث: أن يحرص المتعلم على التفوُّق والاجتهاد بالانتباه وتنظيم الوقت

يرى الحجوي أنه يجب على المتعلمين أن تكون لهم قريحة متأججة، ونفوس طموحة إلى المعالي، ولا يكون لهم التفات لغير التعليم؛ فإن العلم يرفع قدرَ المتعلم ومنزلته، ويضفي عليه حلّة من الشرف الرفيع والمهابة التامة. ولذلك لا بد أن يحرص المتعلم على اتخاذ الخطوات السليمة المعينة على تحقيق هدفه المنشود، فيقبل بهمة عالية على دروسه، ولا يضيع وقته فيما لا ينفع؛ ذلك بأن العامل الرئيس الذي يحول دون الاجتهاد -في تقدير الفقيه الحجوي- هو الكسل وضعف الهمة، يقول رحمه الله: «ويظهر لي أن ندرة المجتهدين أو عدمهم هو من الفتور الذي أصاب عموم الأمة في العلوم وغيرها«([33]).

ويذكر ابن عاشور أن كثيرا من المتعلمين «ليس لهم كبير محافظة على أوقات الدروس ولا على إحضار البال فيها«([34])، وذلك قاض -حتما- بحرمانهم بلوغ مقاصد العلوم، فضلا عن تحقيق مراتب متقدمة. كما يؤكد في هذا السياق على أن ضبط أوقات التعليم بما يحقق راحةً لبال المشتغل يساعد على حسن قيام التلميذ بواجبه، لأنَّ المتعلم لا يسترد نشاطه في الفصل الدراسي إلا إذا تخللت أوقات درسه فترات توقف واستراحة، ويرى ذلك أيضا سياجا لدفع التداخل بين أوقات الدروس، لأن «التلميذ إذا ضمه درس ليس بموقَّت وجاء وقت درسه الموالي له وهو في الدرس الأول تشوش باله؛ وذلك يفيت عنه الدرسين جميعا«([35]).

وفي رأي ابن عاشور لا ينبغي أن يكون تدبير الوقت المخصص للحصص الدراسية كل يوم تدبيرًا عشوائيًا، إذ يجب أن يخضع لقواعد صارمة أهمها الحزم في التعامل مع المتعلمين الذين لا ينضبطون لأوقات الدراسة، «فإنَّ عدم الانتظام يهون عليهم حيلًا كثيرة في الاستكثار من عدد الدروس في نظر أوليائهم ونظر إدارة الجامع، وهو إنَّما يحضر أنصاف تلك الدروس«([36]). وفي أوقات تعلميه الذاتي لا بد له من حسن تنظيم يقربه من الغايات التي إليها الطلاب يسارعون.

وينبه الحجوي أيضا إلى أهمية تنظيم الوقت بالنسبة للمتعلم في تحقيق راحة البال والمساعدة على حسن قيامه بواجباته، يقول موجها نصحه للمتعلم: «ويجب ألا تتزاحم الأوقات، ولا يغتصب هذا العمل وقت العمل الآخر، بل تكون حياتك منظمة ليكون عملك متقنا وصحتك جيدة، لأن للدنيا أنظمة تسير عليها، وأنت من أهلها ما بدك تشذ عنهم فتكون منبوذا. وبالحياة التي لا نظام فيها كثر المتشردون وعمرت المستشفيات والسجون، ولا يكون عقل سليم إلا في بدن سليم، ولا سلامة بدون نظام»([37]). ويقول أيضا: «ومن النظام أن تنظم وقت الأكل، ووقت النوم، ووقت الراحة والرياضة لتأخذ لنفسك حقها، ولا يسرع إليك الهرم وتستولي عليك الأمراض والعلل، فأكثر ذلك يأتي من عدم تنظيم الأوقات، وتخصيص الوقت الكافي لذلك كله، وبالضرورة تخصص وقتا لمطالعة الكتب والمجلات العلمية وبعض الجرائد لتعرف أحوال العالم الذي أنت فيه…»([38]). كما نبه كل منهما المتعلم على ألا تطمعه المراتب والرواتب؛ إذ عليه أن يكون على وعي تام بأن المراد من اجتهاده في طلب العلم هو تحقيق كماله العلمي أصالة، ثم يأتي بالتبع تحصيل الشهادة والوظيفة.

خاتمة:

تبين من خلال ما أورده كل من محمد الحجوي وابن عاشور من مواصفات فضلى للمعلم والمتعلم، أنها تشكل مداخل تربوية وتنظيمية فعالة للحد من ظاهرة العنف في الوسط المدرسي؛ فالمعلم هو العنصر المنشّط للعملية التعليمية التعلمية، والذي يتوقف على نشاطه وفاعليته نجاح العملية التربوية والتعليمية برمتها من حيث بلوغ مقاصدها وأهدافها؛ فبقدر تحليه بتلك المواصفات، بقدر ما ينقص العنف داخل الفصل والمؤسسة، ولذا لا نستغرب تركيز أغلب الدراسات والأبحاث في المجال التربوي -في السنوات الأخيرة على الأقل- اهتمامها على مواصفات المعلم وخصائصه، وأهمية مراعاتها في انتقاء المعلمين.

كما أن المتعلم وما يمتلكه من مواصفات وخصائص، وما لديه من رغبة مُتَّقدة ودافعية للتعلم هو الأساس في العملية التعليمية التعلمية. وقد آن الأوان، لتضييق الخناق على العنف في الوسط المدرسي، للالتفات إلى قطب المتعلم وإنجاز أبحاث بشأنه، للنظر في جوانب التأثير والتأثر الناجمة عن العلاقات التفاعلية الحاصلة داخل الفصل بينه وبين الأقطاب المشاركة معه في بناء التعلمات والقيم والاتجاهات. ولا شك أن التزام المتعلم بما ورد من مواصفات نموذجية في هذه الورقة، يخفف إلى حد كبير من ظاهرة العنف المدرسي، كما يجعله يقبل على الدراسة بشوق وهمة وشغف.

وفي نهاية هذا البحث أودّ أن أسجل توصيتين اثنتين، هما:

  1. إن المعلمين في نظر الحجوي وابن عاشور هم السبب الرئيس في إصلاح أو إفساد التعليم، ونظرا للمكانة العالية التي يشغلها قطب المعلم في فكريهما، فقد حدّدا له مواصفات مهمة لا بد له من الالتزام بها. وبناء على ذلك نوصي الجهات الوصية على ميدان التربية والتعليم بضرورة العناية بطريقة اختيار المعلمين، والتدقيق في مدى اتصافهم بما يؤهلهم للقيام بدورهم على أكمل وجه، لأن ذلك هو المدخل الأول للاجتثاث العنف من جذوره، سواء أكان مدرسيا أو مجتمعيا..
  2. إن التحولات العالمية التي تشكل تحديات حقيقية للمنظومة التربوية ككل، تحتّم علينا ضرورة تحديد مجموعة من المواصفات والسمات المأمولة لطالب المستقبل، والتي يمكن اعتبارها مؤشرات لمدى توفر النظام التعليمي على المقومات الناجعة لإعداد هذا النوع من المتعلمين في بيئتنا العربية والإسلامية. وإن في العمل على تحقيق تلكم المواصفات لعملا موازيا للقضاء على العنف في الأوساط المدرسية.

المصادر والمراجع

  1. أساس التهذيب الإسلامي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: الطالب محمد شرنان، بحث لنيل شهادة الماستر في الدراسات الإسلامية، ماستر الاختلاف في العلوم الشرعية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن طفيل، الموسم الجامعي: 2018- 2019م.
  2. أليس الصبح بقريب (التعليم العربي الإسلامي-دراسة تاريخية وآراء إصلاحية)، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون – تونس، دار السلام – مصر، الطبعة الرابعة، 1436هـ – 2015م.
  3. الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: أيمن صالح شعبان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1428هـ -2007م.
  4. محاضرة في إصلاح التعليم العربي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: إبراهيم بوحولين، دار الأمان، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى، 2021م.
  5. مع المُعَلِّم: لمحات في أهمية دور المعلم في العملية التربوية والتعليمية وعبر مسح تاليس في عدد من أهم دول العالم في التعليم، عزام بن محمد الدخيل، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1437هـ – 2016م.
  6. النظام الأساسي للمجلس التحسيني، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: إبراهيم بوحولين، دار الأمان، الرباط، المغرب، دون طبعة، 1443هــ -2022م.

([1])- مع المُعَلِّم: لمحات في أهمية دور المعلم في العملية التربوية والتعليمية وعبر مسح تاليس في عدد من أهم دول العالم في التعليم، عزام بن محمد الدخيل، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1437هـ – 2016م، ص: 32.

([2])- محاضرة في إصلاح التعليم العربي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: إبراهيم بوحولين، دار الأمان، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى، 2021م، ص: 55.

([3])- أليس الصبح بقريب (التعليم العربي الإسلامي-دراسة تاريخية وآراء إصلاحية)، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون- تونس، دار السلام- مصر، الطبعة الرابعة، 1436هـ – 2015م.ص: 142.

([4])- نفسه، ص: 116.

([5])- أساس التهذيب الإسلامي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: الطالب محمد شرنان، بحث لنيل شهادة الماستر في الدراسات الإسلامية، ماستر الاختلاف في العلوم الشرعية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن طفيل، الموسم الجامعي: 2018- 2019م، ص: 91- 92.

([6])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 118.

([7])- نفسه، ص: 119.

([8])- النظام الأساسي للمجلس التحسيني، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: إبراهيم بوحولين، دار الأمان، الرباط، المغرب، دون طبعة، 1443هــ -2022م، ص: 80.

([9])- نفسه.

([10])- نفسه.

([11])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 141.

([12])- محاضرة في إصلاح التعليم العربي، محمد الحجوي، م.س، ص: 47

([13])- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، تحقيق: أيمن صالح شعبان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1428هـ -2007م، ج: 1، ص: 11.

([14])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 203.

([15])- النظام الأساسي للمجلس التحسيني، محمد الحجوي، م.س، ص: 82

([16])- نفسه، ص: 83.

([17])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 206.

([18])- محاضرة في إصلاح التعليم العربي، محمد الحجوي، م.س، ص: 55.

([19])- أساس التهذيب الإسلامي، محمد الحجوي، م.س، ص: 25- 27.

([20])- النظام الأساسي للمجلس التحسيني، محمد الحجوي، م.س، ص: 68.

([21])- أساس التهذيب الإسلامي، محمد الحجوي، م.س، ص: 17- 18.

([22])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 141.

([23])- أساس التهذيب الإسلامي، محمد الحجوي، م.س، ص: 17.

([24])- نفسه.

([25])- الفكر السامي، محمد الحجوي، م.س، ج: 2، ص: 520.

([26])- نفسه، ج: 2، ص: 449.

([27])- النظام الأساسي للمجلس التحسيني، محمد الحجوي، م.س، ص: 72.

([28])- نفسه، ص: 71.

([29])- نفسه.

([30])- نفسه، ص: 72.

([31])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 141.

([32])- نفسه.

([33])- الفكر السامي، محمد الحجوي، م.س، ج: 2، ص: 518.

([34])- أليس الصبح بقريب، الطاهر ابن عاشور، م.س، ص: 141.

([35])- نفسه، ص: 110.

([36])- نفسه.

([37])- أساس التهذيب الإسلامي، محمد الحجوي، م.س، ص: 91.

([38])- أساس التهذيب الإسلامي، محمد الحجوي، م.س ص: 90- 91.

شاركها.

- أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي. - حاصل على الدكتوراه في الفكر الإسلامي وعلوم التربية. - عضو فريق التربية على القيم بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق. - مشاركات عديدة في مؤتمرات وندوات وطنية ودولية.    

اترك تعليقاً

Exit mobile version