الحمد لله حمدا كثيرا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الأخيار ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد

يركز جل علماء الإسلام على أهمية الإخلاص في الأعمال وتجريد النية لله تعالى فيها، ونصوص الكتاب والسنة تؤكد هذا الأمر وتدعو إليه ومن ذلك قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110]، وقول النبي عليه السلام في الحديث المشهور: ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…” .

   وهناك مبحث آخر يتعلق بالنية قلَّ من يُنبه عليه، يحتاجه المسلم خاصة عند ضيق الأوقات، وكثرة الواجبات ألا وهو كيف يمكن للمسلم أن يكتسب أجورا كثيرة من خلال تكثير النيات الصالحة في العمل الواحد، سواء كان طاعة من الطاعات (واجب أو مندوب) أو مباحا من المباحات.  من أوائل من نبه لهذه الحقيقة أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ( توفي 505 هـ ) .   وجاء بعده محمد ابن الحاج الفاسي ( توفي 737 هـ )  وكتب كتابه: ”  الْمَدْخَلِ إلَى تَنْمِيَةِ الْأَعْمَالِ بِتَحْسِينِ النِّيَّاتِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى بَعْضِ الْبِدَعِ وَالْعَوَائِدِ الَّتِي اُنْتُحِلَتْ وَبَيَانِ شَنَاعَتِهَا وَقُبْحِهَا“.  

  عندما تكلم الغزالي عن علاقة النية بالطاعات قال بأنها: ” مرتبطة بالنيات في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها أما الأصل فهو أن ينوى بها عبادة الله تعالى لا غير، فإن نوى الرياء صارت معصية، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوى بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كلُّ حسنة [1]. ونبه إلى أن تكثير النيات يدخل في المباحات أيضا وقال: ” وما من شىء من المباحات إلا ويحتمل نية أو نيات يصير بها من محاسن القربات وينال بها معالي الدرجات فما أعظم خسران من يغفل عنها ويتعاطاها تعاطي البهائم المهملة عن سهو وغفلة ولا ينبغي أن يستحقر العبد شيئا من الخطرات والخطوات واللحظات فكل ذلك يُسئل عنه يوم القيامة أنه لم فعله وما الذي قصد به هذا في مباح محض لا يشوبه كراهة[2].

    أما ابن الحاج فقد مثّل في كتابه المدخل بحال الذاهب إلى المسجد وما يمكن أن يُعدّده من نيات صالحة لعمله ورأى إمكانية تعميم ذلك على كل طاعة بل وكل مباح من المباحات وقال في وصف صاحب الهمة : ” وَالثَّالِثُ خَرَجَ بِمَا خَرَجَ بِهِ الثَّانِي لَكِنَّهُ حِينَ خُرُوجِهِ نَظَرَ فِي نِيَّتِهِ إنْ كَانَ يُمْكِنُ تَنْمِيَتُهَا أَمْ لَا فَوَجَدَ ذَلِكَ مُمْكِنًا مُتَحَصِّلًا فَفَعَلَهُ فَخَرَجَ وَلَهُ مِنْ الْأُجُورِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ الَّذِي مَنَّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَا يَقْتَصِرُ عَلَى الْخُرُوجِ إلَى الْمَسْجِدِ لَيْسَ إلَّا، بَلْ ذَلِكَ فِي كُلِّ الْأَفْعَالِ دَقِيقِهَا وَجَلِيلِهَا كَبِيرِهَا وَصَغِيرِهَا مَهْمَا أَمْكَنَ تَنْمِيَتُهَا فَعَلَ ذَلِكَ فَيَحْصُلُ بِهِ الْخَيْرُ الْعَظِيمُ وَالسَّعَادَةُ الْعُظْمَى مَعَ رَاحَةِ الْبَدَنِ مِنْ التَّعَبِ وَغَيْرِهِ.”[3] كما لاحظ إمكانية إرجاع الأعمال كلها إلى الوجوب أو الندب ليدخل المسلم فيمن يحبهم الله تعالى للحديث: ” ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه”…

   وتتأكد أهمية تكثير النيات الصالحة بالنسبة لمريد الدرحات العلى، فقد مدح الله تعالى السابقين من المؤمنين بجهادهم وهجرتهم وقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [البقرة: 218]. وبين النبي عليه السلام أن من أعظم ما يمكن به اللحوق بهؤلاء في هجرتهم أن نعقد القلب على النيات الصالحة والجهاد لنصرة لدين. روى النسائي عن  صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مُهَاجِرٌ , قَالَ: ” لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ , فَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا “.

   وقد علمنا الإسلام أن نكون قاصدين في كل شيء، وأن نحرص على الغنيمة في حلنا وترحالنا، وأن نجعل للأعمال الصالحة والمباحة نيات متعددة نجمع بها الحسنات.  قال الله تعالى: ” وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 84]. قال ابن عطية: ظاهر هذه الآية والأحسن فيها أن يكون دعاء في أن يحسن الله حالته في كل ما يتناول من الأمور ويحاول من الأسفار والأعمال وينتظر من تصرف المقادير في الموت والحياة“. وهكذا فالمؤمن الحريص على التجارة الرابحة مع الله تعالى يجتهد في تكثير النيات الحسنة في كل ما يقوم به من طاعات او من مباحات،

   وسأمثل في هذه المقالة على بعض ما يتعلق بنيات السفر والتنقل التي يحياها جل الناس في أيامنا هذه وأذكر منها :

السفر وتكثير النيات الصالحة:  يمكن للمسلم عند عقده العزم على السفر أو أثناءه أن يستحضر عدة نيات صالحة، سواء كان سفر تجارة أو سفر سياحة أو غيره ومن ذلك:

أولا: نية صلة الرحم وزيارة الأقارب    وهي من النيات الصالحة التي ينبغي اصطحابها في السفر الحرص على صلة الرحم وزيارة الأقارب. روى ابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أحب أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه ). وروى البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – : أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : « إِن الرَّحِمَ شُجْنة من الرَّحْمَنِ ، فقال الله : من وَصَلكِ وصلتُه ، ومن قَطَعَكِ قطعتُه ». فليحرص المسلم على صلة رحمه وزيارتهم وإكرامهم خاصة الوالدين، وليعلم أن صلة أقارب الوالدين وأصدقائهم من بر الوالدين أيضا.

ثانيا : نية زيارة العلماء والدعاة والصلحاء:    ومن ذلك أيضا نية زيارة العلماء والدعاة والصلحاء سواء في طريق السفر أو عند الوصول للغاية، وهذا الذي نحن فيه منه. وقد تكلم ابن الحاج عن نيات ذلك وقال:” أن ينوى زيارة العلماء والصلحاء والأولياء ممن في تلك البلاد التي هو متوجه اليها ومن كان منهم موجودا في طريقه لاغتنام فضيلة رؤيتهم والتبرك بهم لأنهم قد يوجدون في اقليم دون اقليم ويكثرون في موضع دون آخر فاذا نوى ذلك و وجد السبيل اليه حصل له أجر النية والعمل معا، وإن منعه منه مانع حصل له أجر النية[4]..وهذا يذكرنا بحديث النبي عليه السلام الذي رواه الترمذي عن أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه -: (” مَنْ عَادَ مَرِيضًا , أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ , أَنْ: طِبْتَ , وَطَابَ مَمْشَاكَ , وَتَبَوَّأتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا) (وَإِلَّا قَالَ اللهُ فِي مَلَكُوتِ عَرْشِهِ: عَبْدِي زَارَ فِيَّ , وَعَلَيَّ قِرَاهُ  فَلَمْ أَرْضَ لَهُ بِقِرًى دُونَ الْجَنَّةِ “) :  …

ثالثا زيارة قبور الصالحين والترحم عليهم وتذكر ما قدموه للأمة :     ويمكن أيضا إضافة نية أخرى هي نية زيارة قبور العلماء والصالحين في المدينة المقصودة، وليحرص قبل المرور بها على البحث عن سيرتهم وما قدموا من جهاد ونفع للأمة، ويقوم بتعريف أفراد الأسرة بذلك (سبعة رجال بمراكش: العباسية، السهيلي والروض الأنف، عياض،.. ) قال ابن الحاج: ” أن ينوى زيارة قبور العلماء والصلحاء والأولياء في كل موضع مر به أو دخله ان تيسر ذلك عليه لكن يقدم زيارة الأحياء على زيارة الأموات اذان حقهم متعين في وقتهم دون غيرهم . فلو مر بالقبور أولا بدأ بزيارة أهلها ويمتثل السنة فيما يفعله هناك من السلام والترحم والدعاء على ما تقدم وصفه

رابعا نية السياحة في الأرض والاعتبار:    ومن ذلك أيضا نية السياحة في الأرض، والتعرف على ما سخره الله فيها من خيرات، وعلى تنوع كائناتها وأن يعتبر بأحوال الناس واختلاف ألسنتهم وعاداتهم.  قال ابن الحاج: ” وينبغى له اذا خرج من بيته أن ينوى السياحة في أرض الله تعالى، وأن ينظر ويعتبر فى اختلاف الأرض وبقاعها وسهلها ووعرها وتفجر الأنهار منها وجريها، وآثار الأمم الماضية وما جرى لهم وكيف صاروا خبرا وأثرا بعد أن كانوا رؤية ونظرا . وكذلك يعتبر بالنظر إلى اختلاف ساكنيها في الخلق والخلق والألوان واللغات المختلفات والمأكل والمشارب والملابس والعوائد والعجائب…”[5]

   ولقد وردت في القرآن الكريم كلمة ” السائحون” في قوله تعالى : {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112]. قال ابن عاشور: ” والسَّائِحُونَ: مُشْتَقٌّ مِنَ السِّيَاحَةِ. وَهِيَ السَّيْرُ فِي الْأَرْضِ. وَالْمُرَادُ بِهِ سَيْرٌ خَاصٌّ مَحْمُودٌ شَرْعًا. وَهُوَ السَّفَرُ الَّذِي فِيهِ قُرْبَةٌ لِلَّهِ وَامْتِثَالٌ لِأَمْرِهِ، مِثْلُ سَفَرِ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْكُفْرِ أَوِ السَّفَرِ لِلْحَجِّ أَوِ السَّفَرِ لِلْجِهَادِ…”[6]. وقال ابن عطية عن النقاش : { السائحون } هم الجائلون بأفكارهم في قدرة الله وملكوته ، وهذا قول حسن وهي من أفضل العبادات”[7]

خامسا نية الخلوة عن الناس في السفر وما فيها من الفوائد :     ومن النيات التي ينبغي استصحابها أيضا نية الخلوة بالنفس، والبعد عن صخب المدينة وضوضائها. ويمكن للفرد أن يجلس في المسجد بعد الصلاة في جلسات الذكر متفكرا في خلق الله تعالى، خاصة في المساجد العتيقة ومساجد الأرياف والجبال حيث الهدوء والسكينة. كما يمكنه أن يقوم بجلسات تفكر وتأمل بضفاف الأنهار أو شواطء البحار، خاصة في لحظات الشروق أو الغروب، وينوى أن يكون في زمرة من مدحهم الله تعالى بالتفكر في خلق السماوات والأرض ( مرزوكة والسياح الأجانب )…

سادسا نية الاستجمام والسياحة وتجديد الأنفاس لمواصلة السير:   ويعتبر الترويح والاستجمام من المقاصد الحسنة في الأسفار، وهو من المباح  الذي يتاب عليه صاحبه بالقصد الحسن. وهذا النوع من السفر قد يكون ضروريا للتجديد النفس، وللتخلص من الرتابة والجمود. فمما يروى عن الإمام الشافعي رحمه الله قوله:

تغرَّب عن الأوطان في طلب العلا * * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرّجُ هَمّ واكتسابُ معيشة * *        وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجد

روى البخاري وغيره عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – : قال : « بعثني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ومعاذا إِلى اليمن ، فقال : ادْعُوَا الناس، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا ، ويَسِّرا ولا تُعسِّرا ، وتطاوعا، ولا تختلفا ، ….ثم جلسا يتحدَّثان ، فقال معاذ: يا أبا موسى ، كيف تقرأُ القرآن ؟ قال : أَتَفَوَّقُه تَفَوُّقا : على فراشي، وفي صلاتي، وعلى راحلتي، ثم قال أبو موسى لمعاذ : كيف تقرأُ أنتَ ؟ قال : سأُنَبِّئُكَ بذلك ، أَمَّا أنا : فأنام ، ثم أقوم فأقرأ ، فأحْتَسِبُ في نومتي ما أَحْتَسِبُ في قَومتي ». فالنوم والسفر يحتسبان للمؤمن إن جعلهما فرصة لتجديد النشاط والطاقة. كما ينوى بسفره مكافأة الأهل والأبناء على الصبر والعمل المضني ، وعلى الاجتهاد طيلة السنة، فيتيح لهم فرصة للاستراحة والتمتع بالنعم بعيدا عن أجواء البيت ومتطلباته من تحضير للوجبات وتنظيم وتنظيف. وهي نية يؤجر عليها المؤمن لأنها من المعروف الذي يمتن المودة والمحبة بين أفراد البيت. ولقد نبه النبي عليه السلام أحد أصحابه إلى أهمية تدبير النفقات المالية، وأن يخصص منها ما يقدم لأفراد الأسرة في حياته الفرد وبعد مماته إن سبقهم. روى مسلم في حديث طويل عن  عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ عَادَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِى مَا تَرَى مِنَ الْوَجَعِ وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلاَ يَرِثُنِى إِلاَّ ابْنَةٌ لِى وَاحِدَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَىْ مَالِى قَالَ « لاَ ». قَالَ قُلْتُ أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ قَالَ « لاَ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةُ تَجْعَلُهَا فِى فِى امْرَأَتِكَ ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِى قَالَ « إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلاً تَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يُنْفَعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِى هِجْرَتَهُمْ وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ »..

سابعا وأخيرا نية التعرف على الوطن والاسهام في دورته الاقتصادية:     ومن النيات التي يؤجر عليها الفرد خاصة  نية مزيد من التعرف والاستكشاف لمدن وقرى وطنه، وما يورثه ذلك من حب للوطن وارتباط به. كما ينوى الفرد خاصة من أبناء الجالية أن يسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية لوطنه. وليحرص على أن يشتري ولو ببعض الفضل من القرويات ما ينتجنه من منتوج وطني، يشتري لنفسه ولبعض معارفه قصد الهدايا، ولا يستثقل ذلك بل يحتسبه عند الله تعالى..وختاما أردد ما قاله بن الحاج :” والمقصود أن يحافظ على صحة نيته وعلى الوفاء بما التزمه عند خروجه فلا يدنسه بغيره مما لا يناسبه” ج 4 ، ص 56


[1]  أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين ج 5، ص 15

[2] إحياء علوم الدين للغزالي  ج 5 ص 16

[3] المدخل لابن الحاج (1/  8)

[4]  ابن الحاج الفاسي، المدخل، ج 4 ص 54.

[5]  ابن الحاج، المدخل، ج4 ص 54

[6] التحرير والتنوير (11/  41)

[7] المحرر الوجيز (3/  322، بترقيم الشاملة آليا)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version