شهدت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة خلال يومي الأربعاء والخميس، 26 و27 ربيع الثاني 1446ه، الموافق ل 30 و31 أكتوبر 2024م الدورة العلمية الأولى في مقاصد الفقه الإسلامي، خصصت لمدارسة مقاصد العبادات. وفيما يلي كلمة مركز المقاصد خلال الجلسة الافتتاحية والتي تفضل بإلقائها نائب مدير المركز الدكتور مصطفى قرطاح:

  • السيدُ رئيسُ جامعةِ شعيبٍ الدكاليِّ، الأستاذُ الدكتورُ عِزُّ الدينِ عزامُ،
  • السيدُ عميدُ كليةِ الآدابِ والعلومِ الإنسانيَّةِ، الأستاذُ الدكتور محمدُ يَعُو،
  • السيدُ رئيسُ مؤسسةِ الفرقانِ للتراثِ الإسلامِيِّ، الأستاذُ الدكتورُ صالحُ شهسواري،
  • السيد رئيس مختبر دراسات الفكر والحضارة، الأستاذُ الدكتورُ عبدُ المجيدِ بوشبكةُ،
  • السيدُ رئيسُ شعبةِ الدراساتِ الإسلاميَّةِ، الأستاذُ الدكتورُ عِزُّ الدينِ منارِي
  • السادةُ الأساتذةُ الباحثونَ الكرامُ،
  • طلبتُنَا الأعزاءُ،

  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

           باسمي، وباسم أعضاءِ مركز المقاصد للدراسات والبحوث كافة، ومُدِيرِه الشَّرَفِيِّ العلامةِ الدكتورِ أحمد الريسوني خاصة، نُوَجِّهُ إليكمْ أطيبَ التهانِي وأزكى التَّحِيَّاتِ، بمناسبةِ انعقادِ هذه الدورة العلمية المباركة، التي زادها الله تعالى شرفاً ورعايةً، فهيَّأَ لَهَا حُضْناً دَافِئاً بهذهِ الجامعةِ العريقةِ.

            وَإنَّنَا لَفَخُورُونَ كُلَّ الفَخْرِ إِذْ نشارككم اليوم في شهود هذا الحفل، وسعداءُ جداً بما حظينا به من كرمِ الضيافةِ وحفاوةِ الاستقبالِ من قبل رئاسة الجامعة وعمادة الكلية وفريق مختبر الفكر والحضارة، فنرفع إليكم أسمى عبارات الشكر والامتنان.

           وعملاً بقول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11]،  نقر بإن انعقاد هذه الدورة إنما يمثل تتويجاً لجهود متضافرة بذلت من قبل المؤسسات الشريكة، اِنْبَنَتْ على هِمَّةٍ عاليةٍ، وإرادةٍ مخلصةٍ، وعزيمة قويةٍ في ابتغاءِ العلمِ ومُدارَسَتِهِ، ونشرِهِ، وإِكْرَامِ أهلِهِ، كما انْبَنَتْ على رغبةٍ صادقةٍ في التعاونِ المثمرِ، وحرصٍ على التشاورِ البَنَّاءِ والتنسيقِ المُحْكَمِ في اختيارِ أنجعِ السُّبُل وأفضل الترتيبات التي تضمن لهذا الحفل العلمي النجاح، وأن يكون في مستوى تطلعاتنا جميعا، وأليق بسمعة  هذه المنارة العلمية العالية وعطائها وتاريخها، ومستوى القائمين عليها.

          أيها السادةُ المحترمونَ، إِنَّ بُلُوغَ الشراكةِ بينَ مُؤَسَّسَةِ الفرقان للتراث الإسلامي وبين مركز المقاصد للدراسات والبحوث عشرَ سنواتٍ من عمرها، وإن توالي نجاحات الدورات العلمية السالفة، بقدر ما يثلجان صدورنا ويعززان ثقتنا في هذه الشراكة، فإنه، في الوقت ذاته، يحملنا مسؤولية تطويرها نحو آفاق علمية وفكرية أوسع، وتعزيزها بنظيرات لها مع مؤسسات بحثية، من نوع ومستوى شركائنا في هذه الدورة.  

         أما عنِ الموضوعِ الذي نجتمع عليه اليوم، فلا تخفَى عليكم ـ أبها السادة المحترمون ـ أهمِّيَّتَهُ في فهمِ الدِّينِ وحسن العمل به، وتسديدِ جهودِ إقامتِهِ في نفوسِ المسلمينِ، وإشاعةِ الأمنِ الرُّوحِيِّ في المجتمع، وترشيدِ الخطابِ الديني، حتى يسير على سِكَّتَيْهِ: النصوصِ والمعانيِ، والأحكامِ والمقاصدِ؛ إذ المقاصد هي أرواح الأعمال. ولعل الكلمة التي اتفقت عليها بحوث الدورة هي التأكيد على ما للعبادات من مقاصدَ مؤسِّسَةٍ لإصلاح الفرد، وحفظِ تماسكِ المجتمعِ، وبناءِ الأمة القوية المرهوبة الجانب. وبمعنى آخر، فإن ما تعانيه أمتنا اليوم من انحلالٍ خلقيٍّ، وتفككٍ أُسَرِيٍّ، وفَسَادٍ مُؤَسَّسَاتِيٍ، وهوان بين الأمم، ما هو إلا نتيجة التفريط والتنكر لمقاصد الدين علميا وعمليا. وعليه، فإننا نتوجه بالشكر الجزيل للأساتذة الباحثين، مشاركين ومعقبين، على ما بذلوه من جهودٍ علميَّةٍ مقدرة في معالجة الموضوع وتحرير القول في قضاياه، من جوانبه المختلفة وزواياه المتعددة، ويبقى علينا أن نستكمله بنقاش رصين جاد، عسى أن يتمخض عنه مَشَارِيعُ بحثيةٍ جديدة يرعاها أبناؤنا الطلبة.

         ولن أدع المناسبة تفوتني دون أن أذكر اسما عزيزا علينا جميعا هو الدكتور محمد ادريوش، الذي تابع هذه البحوث بالتذكير بالضوابط العلمية في إنجازها وبالآجال الزمنية لإرسالها، وتتبع دقيق لتفاصيل الدورة بغية إحكامها، فله منا جزيل الشكر مع الدعاء له بالشفاء والتمتع بالصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.           

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version