Close Menu
MaqassedMaqassed
  • الرئيسية
  • من نحن
    • عن المركز
    • باحثون في المركز
    • تواصل معنا
  • التأليف والنشر
    • منشورات المركز
      • سلسلة دراسات
      • سلسلة قضايا علمية
      • سلسلة ندوات علمية
      • كتب أخرى
    • منشورات أعضاء من الهيئة العلمية
    • إستكتاب نشر الكتب
  • فعاليات المركز
    • ندوات
      • ندوات وطنية
      • ندوات دولية
    • قراءات في كتب
    • محاضرات
  • أبحاث ومقالات علمية
    • أبحاث
    • مقالات
    • تدوينات مختارة
  • خدمات بحثية
    • مشاريع أطروحات علمية
    • جديد الحالة العلمية
    • سلسلة أعلام المغرب
  • الإعلام
    • أخبار المركز
    • فيديوهات المركز
    • فعاليات سابقة
    • مواقع ذات صلة
فيسبوك يوتيوب
MaqassedMaqassed
  • شروط الاستخدام
  • تواصل معنا
فيسبوك يوتيوب
  • الرئيسية
  • من نحن
    • عن المركز
    • باحثون في المركز
    • تواصل معنا
  • التأليف والنشر
    • منشورات المركز
      • سلسلة دراسات
      • سلسلة قضايا علمية
      • سلسلة ندوات علمية
      • كتب أخرى
    • منشورات أعضاء من الهيئة العلمية
    • إستكتاب نشر الكتب
  • فعاليات المركز
    • ندوات
      • ندوات وطنية
      • ندوات دولية
    • قراءات في كتب
    • محاضرات
  • أبحاث ومقالات علمية
    • أبحاث
    • مقالات
    • تدوينات مختارة
  • خدمات بحثية
    • مشاريع أطروحات علمية
    • جديد الحالة العلمية
    • سلسلة أعلام المغرب
  • الإعلام
    • أخبار المركز
    • فيديوهات المركز
    • فعاليات سابقة
    • مواقع ذات صلة
MaqassedMaqassed
الرئيسية»أبحاث ومقالات علمية»تدوينات مختارة»رسالة إلى السادة العلماء  من العلامة المغربي الشيخ محمد ݣنوني المذكوري رحمه الله تعالى
تدوينات مختارة

رسالة إلى السادة العلماء  من العلامة المغربي الشيخ محمد ݣنوني المذكوري رحمه الله تعالى

19 فبراير، 2025mustapha kartah
فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن تيلقرام واتساب البريد الإلكتروني Copy Link

العلامة الشيخ الفقيه النوازلي المفتي مَحمد بن محمد بن الحاج العربي بن سعيد كَنوني المذكوري ولد حوالي 1297هـ / 1898م بقبيلة ” المذاكرة ” التابعة لدائرة الكارة ضواحي مدين ةالدار البيضاء، والشهيرة بجهادها ضد الغزو الفرنسي. حفظ رحمه الله القرآن الكريم في قبيلته، ثم تنقل في عدد من زوايا القبائل المجاورة مثل زناتة، وزاوية سيدي الحاج التاغي والزاوية الحمداوية.

رحل إلى فاس سنة 1920 حيث درس على علمائها الأعلام كالعلامة بلقرشي والعلامة أبي شعيب الدكالي والمهدي الوزاني وغيرهم، ثم عاد إلى مسقط رأسه حوالي 1927م واشتغل في خطة العدالة وإلقاء الدروس بالمسجد الجامع هناك ليعتزل سنة 1947 مهنة العدالة ويبقي على التدريس. وانتقل بعدها إلى الدار البيضاء سنة 1953 م  فاشتغل بتدريس الفقه والأصول والنوازل في عدد من المدارس والجوامع. يعتبر المذكوري من الرعيل الأول الذي أشرف على  تأسيس “رابطة علماء المغرب”، التي كان عضوا بارزا في أمانتها العامة، ومفتيها الرسمي، وكاتبا منتظما في جريدتها ومجلتها. جمعت الرابطة فتاواه المنشورة في جريدتها في كتاب تحت عنوان “الفتاوى” الذي ننشر منه هذه الرسالة الموجهة لعلماء المغرب قصد النهوض بأمانتهم العلمية في حفظ الدين ومدافعة من يسعون لتقويض أركانه.

توفي رحمه الله في الدار البيضاء يوم 26 محرم 1398 موافق 5 يناير 1978م وشيعه جمهور غفير من تلامذته ومحبيه من ساكنة الدار البيضاء[1].

نداء إلى كافة السادات العلماء[1]

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]، ﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ [الشورى: 47] إلخ،

           أيها الإخوان العلماء، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعمكم وترعاكم، هذا نداء من الله جلت قدرته، فهل من مجيب؟ هناك أمر رسوله صلى الله عليه وسلم فهل من مستمع؟ وهناك صوت الإسلام مستغيث فهل من مغيث؟ وأجيال شباب الإسلام تتلاطم بها أمواج الكفر والإلحاد، فهل من منقذ؟ وهذه عقيدة المسلمين اعتراها الخلل والفساد، فهل من مصلح؟ وهذه أحكام القرآن وأحاديث الرسول العظيم قد ابتلعتها القوانين، فهل من ناصر؟ وهذه لغته السامية قد ضايقتها اللغات الأجنبية، فهل من مخلص؟

            إنكم أيها العلماء الكرام، أنتم المكلفون بحماية الشريعة الإسلامية والدفع عنها، والذب عن جميع ما يمس ديننا الحنيف وعقيدته وأخلاقه وعوائده وأعرافه المأخوذة منه، وإلا فمن هم؟[2]. إن الله تعالى جعلكم حملة شريعته، واختاركم لتكونوا خلفاء رسله عليهم السلام لتبليغ ذلك إلى عباده، ولا سيما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله وحده، كما قال سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]، فتأملوا رحمكم الله مفهوم الآية الكريم، فإنه تتحقق لكم النتيجة المهولة، وتأملوا كذلك قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا﴾ [البقرة: 159-160] إلخ

           إنكم أيها السادات العلماء، رجاءُ هذه الأمة بعد الله، ونورُها الوهاج الذي يزيل الظلمات ويبدد الشكوك والمشكلات، ويدفع عنها الضيم ويرد عنها الكائدين ومكر الماكرين، وإلا فمن هم؟ فَلْتَنْفُضُوا غبار الخمول عن عقولكم النيرة، واستيقظوا من هذا النوم الثقيل الذي أضر بكم وبدينكم وبوطنكم وبأخلاقكم التي اكتسحتها هذه الأفكار الطفيلية أو كادت، والتي غزت كل مدينة وكل قرية وبادية، بل وانتزعت من بين أحضاننا أغلى وأعز ما لدينا، وهم أفلاذ أكبادنا الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: 46] ومنهم طبعا أولاد العلماء أنفسهم، 

فأخبروني بحق الله عليكم: أي خلف يبقى بعدكم إذا ما لبيتم نداء الله بالرحيل إلى الأخرى؟

إِنْ دَام هذا ولم يَحْدُثْ لَهُ غيرٌ

                                                                                       لم يُبْكَ مَيْتٌ ولم يُفْرَحْ بِمَوْلُودِ

            بل هناك ينقطع الاتصال ويقع الانفصال بين السلف والخلف بذهاب الدين بذهابكم وقبضه بقبضكم، كما جاء في حديث الصحيحين مرفوعا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عنه صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم)، وفي رواية: لم يُبْقِ عالما، اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا[3] اهـ)، والمراد كما قال العلماء: علم الدين والهداية لا علوم الدنيا والغواية.

           أقول، وهناك تكون الفاجعة الكبرى والخسران المبين لا قدر الله، خسران الدنيا والآخرة حيث لا عذر ولا جواب، إذا سألكم سبحانه عن ما ترتب على سلوككم وسكوتكم بأنكم قد ضيعتم أمانة الله المنوطة بكم في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]، أي تعلمون مفاسد الخيانة وما يترتب عليها وتحريمه تعالى إياها وسوء عاقبة ذلك، كما تعلمون أنه تعالى يسأل ثلاثة يوم القيامة ـ وأنتم منهم كما جاء في الحديث المشهور عن هذا العلم وما عملتم به مخلصين، أما كفاكم شرفا أن رسول الله صلى الله  عليه وسلم قال: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلم الناس الخير)[4]اهـ، وهذا إنما هو نموذج من أحاديث كثيرة وآيات كثيرة في فضل العلم والعلماء العاملين المخلصين، فما هو سر هذا الجمود أمام  هذا الإنكار والجحود؟ ولا يظن بكم أنكم لا تعرفون حديث أنس رضي الله عنه عند الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه، الذي قال فيه عليه السلام: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) اهـ

           إننا نعرف كثيرا من الإخوان العلماء لا يتحركون ولا يتحرقون بأعمالهم على ما أصاب المسلمين، ولا سيما شبابهم من الانحلال والانحراف عن تعاليم رب العالمين، فلماذا تركتم الفراغ للمفسدين في الأرض، والحاقدين على الإسلام، والذين يهاجمون كتاب الله الكريم، وحديث رسوله الصادق الأمين، ورفعوا القناع عن وجوههم القبيحة وفغروا أفواههم الخبيثة بعدما كانوا بالأمس يتسترون؟

          لقد اتفقت مذاهبهم الهدامة وما أكثرها، واتجاهاتهم المنحرفة وما أغزرها، مع الاختلافات الواسعة بينهم، على مهاجمة الإسلام وفي عقر داره، ولولا أن الله عز وجل تكفل بحفظ كتابه الكريم في قوله سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9] لوقع ما لا تحمد عقباه، ولحل مثل قوله تعالى: ﴿فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: 10]، ولكنه تعالى أودع فيه من المنعة والقوة الشديدة والأسرار والحصن الحصين ما يصد كل عدوان، وهنا نذكر قوله تعالى في سورة الفرقان: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30] مهجورا في أحكامه وفي حكمه وفي لغته وفي أسراره الباقية ببقائه.

                  ومع كل هذا، فنحن ملتزمون بالدفاع عنه بكل ما نملك، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، الذي دافع عنه بكل ما لديه هو وأصحابه رضي الله عنهم حتى أصيب في جسده الشريف، وحتى وصفوه وهم كاذبون بالسحر وغيره، مما كان مألوفا عندهم، كما جاء في قوله سبحانه في سورة ص: ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: 4-5]   كما وصفوه مع الكتاب العزيز بقولهم: ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 5]  وقد رد عليهم بقوله كما في سورة الطور: ﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ﴾ [الطور: 29-31]  وفي قوله سبحانه كما في سورة الفرقان ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 6]. وقد قارعهم صلى الله عليه وسلم وهم أكثر عددا وأغزر مددا بقوة الإيمان التي فقدوها وبقوة العزم والعقيدة التي حاربوها حتى هزمهم وأخضعهم وقال لهم حينئذ: ما تظنون أني فاعل بكم يا معشر قريش؟ فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وبذلك أزالهم عن طريق انتشار الإسلام لا في الجزيرة العربية التي قال: لا يجتمع فيها دينان[5]، بل تجاوز ذلك حتى قهر هو وأصحابه بعده  الدولتين القويتين في ذلك الوقت، دولتي الفرس والروم وغيرهما مما أنتم على خبرة منه.

            فأين اختفى ذلك الإيمان الخارق للعادة، والذي اكتسح الشعوب ما أذهل الشرق والغرب، وأين ذهبت تلك العزيمة القوية، وتلك الشيم والعزة والكرامة التي تحلى بها السلف الصالح على قلة عددهم وقلة ذات يدهم وعدم إلمامهم بلغات الشعوب التي أدخلوها لحظيرة الإسلام وعاداتهم وأعرافهم وما إلى ذلك، وهضموا جميع ما ذكر كما هو مسطر في التاريخ، فأين نحن منهم الآن؟ ونحن نعد بنحو سبعمائة مليون مسلم، فراجعوا تاريخكم يا علماء الإسلام ليذكركم والذكرى تنفع المؤمنين، ولتعلموا بعد ذلك أنه هو المفتاح القويم والصراط المستقيم الذي أمرنا به في قوله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153] : وكذلك أوصانا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه: «تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك»، وقد زغنا عن ذلك كثيرا وكثيرا حتى وقع ما أنتم تشاهدونه وتعيشون فيه، فإلى متى هذا التقاعس والموت يختطف العلماء اختطافا ويتوعدنا بهذا المصير:  

                                               إذا لم يكن من الموت بد        فمن العار أن تموت جبانا     

            بل مت شجاعا، كريم النفس، عزيز الجانب، طيب القلب، طاهر الضمير، وأنت تدعوا إلى كتاب الله وسنة الرسول، وإصلاح ما استطعت إصلاحه، وفوق جهدك لا تلام، كل واحد في دائرة اختصاصه، بالدروس الناضجة، والخطب الحية، وبالمحاضرات التي تستنير منها قلوب الشباب، وبالمدافعة عن الإسلام ورفع الشبه عنه وبالأقلام النيرة وبالعبارات الحلوة اللينة التي تستجيب لها الضمائر وتطمئن إليها القلوب، وكل ذلك في حكمة وتبصر، كما كان السلف الصالح رضي الله عنهم، ثم يكون اللقاء والاجتماع بين العلماء لتبادل الآراء ومناقشتها وأخذ الصائب منها، وطرح ما لا ينسجم مع عقول أهل العصر ولا يواكب حكمة الإسلام، إلى غير ذلك مما ترونه مناسبا.

            بهذا وغيره تكونون قد استجبتم لنداء الله تعالى ولنداء رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما الشباب منهم الحاضر الحائر العاثر، فله علينا حقوق يجب أن نؤديها في أمانة ورفق وحسن سلوك، حتى تصل الدعوة الإسلامية إلى قلب هذا الشباب ويفهمها على حقيقتها نطقا واعتقادا وسلوكا.

           وإني أعتقد أن كثيرا من الشباب لم تصل الدعوة إليهم ليطمئن إليها حيث إن قلبه وفكره امتلأ بما تلقفه من بعض الأساتذة المتحرين والحاقدين على الإسلام بالمدارس.

            فعلى العالم المرشد أن يكون حكيما في إزالة تلك الأوهام من صدور الشباب الذي يقول لسان حالهم:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى 

                               فصادف قلبا خاليا فتمكنا

           أما إذا تركنا هذا الشباب ـــــــــــــ وهو الذي يمثل القوة البشرية في حيرته وشكوكه أو تجاوز ذلك إلى الجهر بعداوته للإسلام فالمسؤولية على العلماء والأساتذة والمعلمين وسائر المرشدين حيث لم يبينوا لهم البيان الشافي عن الإسلام، بل وما هو الإسلام، مع أن الله تعالى يقول كما في سورة النساء: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]  فتبيين الهدى هو الواجب الملقى على أعناقنا، فما هو المخلص من ذلك إذا نحن بقينا سالكين على طريق الإهمال، اللهم اهدنا ووفقنا إلى اتباع كتابك الكريم وحديث رسولك المستقيم، وأفض علينا من أسرارهما وأنوارهما ما يحركنا إلى العمل بهما، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.

           هذه أيها الإخوان كلمة موجزة، موجهة إليكم من أخيكم الداخل في عموم المخاطبين، سائلا منه تعالى أن يحيطكم بالنصر والتأييد في هذه المهمة الجديدة التي سنسلكها جميعا بحول الله تعالى. وقد وعدنا تعالى بالنصر في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]، والسلام عليكم أولا وأخيرا ورحمة الله تعالى وبركاته، آ


[1] ـ نشرها في كتابه الفتاوي، من ص: 204 إلى ص: 211.

[2]  ـ يعني: فمن هم المكلفون بالدفاع عن الشريعة إن لم تكونوا أنتم؟

[3]  ـ متفق عليه بألفاظ قريبة منه، رواه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم، ومسلم في صحيحه، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن، في آخر الزمان.

[4] ـ سنن الترمذي، أبواب العلم، ‌‌باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة.

[5]  ـ «موطأ مالك (رواية يحيى بن يحيى الليثي)، كتاب الجامع، ‌‌باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة» (ت محمد فؤاد عبد الباقي، 2/ 892).

[1]  مولاي أحمد صابير الإدريسي ، مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص: 285-289

تابعونا على تابعونا على
شاركها. فيسبوك البريد الإلكتروني تويتر بينتيريست لينكدإن تيلقرام واتساب Copy Link
mustapha kartah

المقالات ذات الصلة

التربية على القيم في المدارس الفرنسية، بين الخصوصية والكونية

6 أغسطس، 2025

القراءة الحداثية للإسلام: برنارد لويس أنموذجًا”

3 أغسطس، 2025

المداميك المنهجية في مقاربة مفهوم التمييز عند العلامة أحمد الريسوني

22 يوليو، 2025

تعليق واحد

  1. البشير القنديلي on 19 فبراير، 2025 11:45 م

    رسالة بليغة من ناصح أمين، ما أحوج علماء زماننا الى الاستجابة لمضامينها

    رد
اترك تعليقاً إلغاء الرد

المنشورات الجديدة

جواب على مقال: “ملاحظات نقدية على مقال التقسيم الأصولي للمصلحة بحسب الاعتبار الشرعي والتوسيع المستوعب”

26 أغسطس، 2025

تقرير الندوة العلمية: قراءة في كتاب: الترجيح بالمقاصد وأثره في الفقه عند المالكية

16 أغسطس، 2025

ملاحظات نقدية على مقال التقسيم الأصولي للمصلحة بحسب الاعتبار الشرعي والتوسيع المستوعب

14 أغسطس، 2025

مداخلة الأستاذة عزيزة البقالي: الحداثة الغربية ما لها وما عليها

14 أغسطس، 2025
تابعونا
  • Facebook
  • YouTube
أخبار خاصة
ندوات وطنية 6 يونيو، 2025

تقرير أعمال ندوة مدونة الأسرة على ضوء مخرجات المجلس العلمي الأعلى والتجارب المقارنة

بسم الله الرحمن الرحيم بعد تقديم سياق الندوة من طرف الدكتور مصطفى قرطاح وتأكيده على…

تقاعد العلماء واستمرار العطاء وتوظيف الاحتياط المعرفي

15 مايو، 2025

دورة منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الشرعية والإنسانية

12 فبراير، 2025
الأكثر قراءة
جديد الحالة العلمية 6 أغسطس، 2025

التربية على القيم في المدارس الفرنسية، بين الخصوصية والكونية

جديد الحالة العلمية 22 يوليو، 2025

المداميك المنهجية في مقاربة مفهوم التمييز عند العلامة أحمد الريسوني

مقالات 23 يوليو، 2025

المساجد في خدمة المجتمع: مقترحات جديدة

النشرة البريدية

Maqassed
فيسبوك يوتيوب
  • من نحن ؟
  • شروط الاستخدام
  • تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لمركز مقاصد للدراسات و البحوث © 2025

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter