توصلت برسالة خاصة من أستاذي الدكتور أحمد الريسوني، يخبر فيه عن تقاعده الثاني من جامعة قطر، ودخوله النهائي إلى المغرب بعد فترة من التعاقد مع الجامعة القطرية. وأنشرها في الموقع بعد إذنه تعميما للفائدة، وشحذا لهمم الباحثين من أجل البذل والعطاء، الذي لا يتوقف بالتقاعد ولا بالإحالة على المعاش، وقد تعلمنا من بعض علمائنا: ” من المحبرة إلى المقبرة”. قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ قِيْلَ لَهُ: إِلَى مَتَى تَكتُبُ العِلْمَ؟ قَالَ: لَعَلَّ الكَلِمَةَ الَّتِي أَنْتَفِعُ بِهَا لَمْ أَكتُبْهَا بَعْدُ”. فنسأل الله تعالى له البركة في العمر والصحة، ومزيد من العطاء والبذل، وحسن الخاتمة، آمين

أحمد الريسوني: نهاية عملي الوظيفي

في هذا اليوم – الأربعاء 16 ذي االقعدة 1446ه، الموافق 14 مايو2025م – قمت بآخر عمل لي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وهو مناقشة رسالة ماجستير للطالب الجزائري الجنسية هشام تبحار، المعروف باسم هشام التلمساني. وذلك بصفتي مشرفا مشتركا على رسالته، إلى جانب زميلي العزيز الأستاذ الدكتور محمد احمين. وقد شارك في المناقشة الأستاذان الفاضلان: الدكتور سلطان الهاشمي (قطري)، والدكتور عبد العظيم الصغيري (مغربي).

ويوم الأربعاء الماضي 7 مايو، كان عميد الكلية فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم الأنصاري، وزملائي الكرام بقسم الفقه والأصول، قد أقاموا حفل تكريم وتوديع لي..

وبهذا أخرج – رغبة وطواعية – من طور التعاقد، وأدخل في طور التقاعد، وهذا هو التقاعد الطوعي الثاني لي..

فقد تقاعدت من عملي الوظيفي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في 30 يونيو2005م، بعد قبول الوزارة طلبي للمغادرة الطوعية والتقاعد المبكر.

بعد ذلك دُعيت للعمل في موسوعة (معلمة القواعد الفقهية)، التي كان يعدها مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، فالتحقت بهذا العمل في شهر فبراير 2006م، وعملت فيه مشرفا على قسم المبادئ العامة والقواعد المقاصدية، ثم نائبا لمدير المشروع الأستاذ الدكتور جمال الدين عطية رحمه الله، ثم مديرا لهذا المشروع إلى نهايته السعيدة في يونيو 2012م.

وفي هذه الفترة عملت كذلك – وبشكل متقطع – أستاذا زائرا بجامعة الشيخ زايد بن سلطان بالإمارات، وبجامعة حمد بن خليفة بقطر. وأستاذا متعاونا بجامعة ابن طفيل، وبمؤسسة دار الحديث الحسنية، وبجامعة مكة المكرمة المفتوحة بجدة..

وقبل هذه الأعمال الجامعية، كانت مسيرتي الوظيفية قد بدأت أواخر سنة 1973 بالعمل بصفة “محرر قضائي” بوزارة العدل، فعُينتُ أولا بقسم الموظفين بالوزارة، ثم رئيسا للقسم الإداري بمحكمة سوق أربعاء الغرب، ثم انتقلت – بطلب مني – إلى محكمة القصر الكبير (النيابة العامة).

وبعد حصولي على الإجازة من كلية الشريعة بفاس سنة 1978، استقلت من وزارة العدل، والتحقت بسلك التعليم الثانوي، فعملت أستاذا بثانوية الإمام مالك للتعليم الأصيل بمدينة مكناس إلى صيف 1984، حيث التحقت بسلك تكوين المكونين، بكلية الآداب بالرباط، ومنه عُينت أستاذا مساعدا بالكلية..

أسأل الله تعالى حسن الخاتمة، وأن يكون ما بقي من العمر خيرا مما مضى..

فأمِّنوا أمَّنكم الله..

شاركها.

4 تعليقات

  1. اللهم آمين
    خبر مفرح هو رجوع الدكتور أحمد الريسوني إلى بلده الحبيب المغرب بعد هذا التجوال المعرفي في دول عدة ومكمن الفرح في خبر الرجوع هو أن هذه فرصة ثمينة للإحتكاك القريب بالأستاذ للإغتراف من سمته وأخلاقه بشكل حي ومباشر بالموازة مع الإغتراف من كتبه وما فيها من علم نافع ومفيد نسأل الله أن يبارك في علمه وعمله وأن يمتعه بوافر الصحة والعافية.

    • اللهم بارك في عمر أستاذنا وصحته وأوقاته، ووفقه لمزيد من العطاء والنفع

اترك تعليقاً

Exit mobile version