بسم الله الرحمن الرحيم.
” مبنى العلم على البحث والتحقيق”[1]
- اسم العلم ونسبه: هو “شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي اشتهر يزروق”[2]، نسبة لجده وقد “كان أزرق العينين وهي زرقة موجودة لدى البربر فهو من قبيلة البرانس إحدى القبائل البربرية التي تسكن بين تازا وفاس”[3]، حين ولد أسماه أبوه محمدا، لكنه ما لبث أن عرف باسم أبيه( أحمد) حين توفي الأب واحتفظ هو باسمه، يقول زروق.” وكان الوالد قد سماني ( محمدا). فلما توفي نقلوني لاسمه(أحمد) فجمع الله لي بين الاسمين الشريفين. واخترت (أحمد)”[4]،وكان أحمد زروق وحيد أبويه.إذ توفي والداه في نفس الاسبوع الذي تلا ميلاده، يقول زروق” أخبرتني جدتي، أم البنين، الفقيهة، وكانت من الصالحات. توفيت والدتي يوم السبت التالي لتاريخي عن ثلاث وعشرين سنة، ثم توفي والدي يوم الثلاثاء سادس ولادتي عن اثنتين وثلاثين سنة”.[5]
- سنة ، ومكان الولادة: يقول زروق” كان مولدي عند طلوع الشمس من يوم الخميس، الثاني والعشرين من شهر محرم سنة ست وأربعين وثمانمائة”[6] ،ففي سنة846 هـ (7يونيه 1442م) ولد أبو الفضل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي، المعروف بزروق بقبيلة “البرانس” وهي قبيلة” تابعة لإقليم تازة(المغرب). فاسي الدار”[7]، و”البرنسي، بضم النون بعد الراء، نسبة لبعض العرب بالمغرب”[8]. وقال الحجوي في الفكر السامي :” البرانس قبيلة بربرية قرب فاس، وزروق يقال لأزرق العينين”. [9]. وممايبدو أن هناك تضارب بين العلماء في موطن ولادته فهناك من يقول كما سبق البرانس قبيلة بربرية وهناك من يقول قبيلة عربية والراجح كما ورد في كتابه الكناش أنه ولد هو وأبوه بفاس.
- نشأته العلمية: نشأ زروق في بيئة علمية من أب عالم وجدة فقيهة التي كفلته ” وكانت من الصالحات الطاهرات فلما تم عمره أربع سنوات حفظته القرآن …حتى نشأ محبا للعبادة ملازما للأذكار” [10]، فربته على العلم والاستقامة، ونشأ يتيما، إذ ” توفي أبواه قبل السابع فكفلته جدته، فحفظ القرآن وتعلم الخرازة، ثم اشتغل بالعلم في السادس عشر من عمره فقرأ الرسالة على (أبي عبد الله الفخار) وعلى (الشطي) بحثا وتحقيقا. ثم أخذ عن (القوري) و(الزرهوني) و(المجاصي) والاستاذ الصغير والتصوف عن (عبد الرحمن المجدولي) و(القوري) وقرأ عليه البخاري وأحكام عبد الحق الصغرى وشمائل الترمذي وغيرهم”[11]، فكان في سن السادسة عشر من عمره حريصا على” طلب العلم، وكانت جامعة القروويين حينئذ منارة العلوم الاسلامية بفاس…تعجّ بكبار العلماء والشيوخ، فدرس بها المؤلّف بعض أمهات كتب الفقه المالكي، وعلوم القرآن والحديث والتوحيد والتصوف والعربية”[12]،و “أخذ رحمه الله في تلقي العلوم …وجلس للوعظ وتحضير الدروس فاشتهر بالعلم وقصدته العلماء ونزلت بساحته واقتبست من علومه ومعارفه”[13]، و هكذا شبّ منذ صغره على العلم من طرف جدته التي حرصت على تربيته ،إذ يقول عنها و ” علمتني الصلاة، وأمرتني بها، وأنا ابن خمسين سنين، فكنت أصلي إذّاك، وأدخلتني الكتاب في هذا السن، فكانت تعلمني التوحيد والتوكل والإيمان… وكانت تحدثني بحكايات الصالحين وأهل التوكل، وغير ذلك من مقويات الإيمان… وكانت تدربني على نقد الكتب…وكانت تقول. ” لابد من تعلم القراءة للدين والصناعة للمعاش” وكانوا يسلموني لتعلم الصناعة في الخميس والجمعة، والإثنين إن خرجت من المكتب”[14]،وذلك” ليجمع بين العلم والصناعة”[15]،وشهد مجالس العلم وهو صغير السن، إذ يقول :”حدثتني جدتي أن الفقيه الشيخ الصالح ، مفتي المسلمين، أبو محمد عبد الله بن محمد ابن موسى العبدوسي، حملت إليه وأنا رضيع، ولم أزل أتردد إليه ..ــ.لكون جدتي تقرأ مع أخته فاطمة وأم هانئ ـــ وكانتا فقيهتين صالحتين”[16]، ولذلك يقول عنه السخاوي ” حفظ القرآن وكتبا وأخذ عن محمد بن القسم أحمد الغوري وارتحل إلى الديار المصرية فحج وجاوربالمدينة وأقام بالقاهرة نحو سنة مديما للاشتغال عند الجوجري وغيره في العربية والأصول وغيرهما وقرأ عليّ(بلوغ المرام )وبحث عليّ في الاصطلاح بقراءته ولازمني في أشياء وأفادني جماعة من أهل بلاده… وقد تجرد وساح وورد القاهرة أيضا بعد الثمانين ثم تكرر دخوله إليها ولقيني بمكة في سنة أربع وتسعين وصار له أتباع ومحبون وكتب على حكم ابن عطاء الله وعلى القرطبية فيي الفقه وعمل فصول السلمي أرجوزة”،[17] فكان زروق تلميذا مواظبا فتمكن من نيل العلوم رغم حداثة سنه في ذلك الجو الفكري والديني بفاس. فتتلمذ على يد عبد الله القوري ” وأم هانئ العبدوسية، توفيت سنة 860هـ ومحمد الزيتوني”[18]، وأخذ العلم الذي كان يبحث عنه. “كان القوري فقيها ذائع الصيت، وأستاذا في القرويين، ولم يتلق زروق العلم على يديه فحسب كمئات الطلاب سواه، بل كان تلميذا قريبا منه. قرأ عليه الأصول واستفاد من معرفته العميقة بالفقه الإسلامي،وكان من عادته أن يزوره في بيته بين الحين والآخر وأن يناقشه في أمور الدين. أما الزيتوني فقد كان متصوفا…ولا ندري بالضبط متى كان لقاء زروق الأول به. غير أن المؤكد أن زروقا كان أحد أتباعه عام 870ه/1465م، وكان عمره أربعة وعشرين عاما”[19]. ومن تم درس زروق التصوف على شيخه محمد الزيتوني والفقه على شيخه القوري. و” اكتسب العلم والنقد، فصار عالما ناهضا اندمج في سلك العارفين المميزين الذين كانوا يحضون بعناية فائقة عند ملوك بني مرين وبني وطاس أبلغ من مرتبة الوزراء”[20].
- شيوخه وأقرانه: الشيخ أحمد زروق من الأعلام البارزين في الغرب والشرق الاسلامي ، أخذ العلم على يد كثير من مشايخ فاس أول مرة، وأخذ عن غيرهم بعد رحلته إلى المشرق من بينهم: “أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي والعبدوسي، والوزروالي، المكناسي،الأنفاسي، ابن املال، المغيلي، العطار، الفيلالي، أبو زكريا صاحب الظهر،أبو عبد الله الدقون، الجزولي، عمر المغيطي، أبو عبد الله الدقون” [21]،و”عبد الله بن محمد بن قاسم القوري،(توفي سنة 872هـ)،أحمد بن عبد الله الزيتوني، (المتوفى سنة870هـ) ، أبو عبد الله محمد سليمان الجزولي،( توفي سنة 870هـ)، أبو عبد الله محمد المشذالي(توفي سنة 866هـ)، محمد بن قاسم الرصاع(توفي سنة 890هـ)”[22]، ومن شيوخه ” نور الدين التنسي،ونور الدين السنهوري، وشمس الدين الجوهري”[23]، ومن شيوخه “عبد الرحمن الثعالبي،وابراهيم التازي وحلولو والخدري وأحمد بن سعيد الحباك وابن معدي الملواسي والسنوسي والتونسي. وأخذ بالمشرق عن النور السنهوري والحافظين عثمان الديمي والسخاوي والوليين أحمد بن عقبة الحضرمي والشهاب الأبشيطي وآخرين”[24] ، ومن شيوخه أيضا: أم هانئ العبدوسية،محمد بن علي القلصادي(891 هـ/1486م)، أبو سالم ابراهيم التازي (866هـ/1461م)،أحمد بن عبد الله الزواوي (884هـ/ 1479)، عبد العزيز الورياغلي(881ه/ 1465م)، وعبد الرحمن المجذوب”[25]،ومن شيوخه أيضا.” الحافظ التنسي والإمام السنوسي وابن زكري وابو عيسى المواسي، وبالمشرق أخذ عن الحافظ الدميري وولي الله الشهاب الأنشيطي”[26]، ومن شيوخه عبد الله المكي”[27] ، ومن هنا يتضح أنه تتلمذ كما تقدم على عدد من أعلام الشيوخ في الحديث والفقه والتصوف، مثل الحافظ السخاوي، ونور الدين السنهوري، وأبو العباس الحضرمي”،[28] ،وآخرون،” ومن أقران زروق عبد الواحد الدوكالي ومن أجل أحبابه ومن أهل عصره، وكان رفيقا له بجامع الأزهر وجارا وخلا،…وكان لايفارق شيخنا الدوكالي ببلد مسلاته ويأتي إليه من بلد مصراته”[29] ، ومن خلال ماتقدم يتضح أن زروق تلقى تكوينا علميا غزيرا قل نظيره.
5ـ تلاميذه: كان من تلاميذ زروق رحمه الله: “أحمد المنجور(توفي 955هـ)، وشمس اللقاني(توفي سنة935)،(توفي سنة945هـ)، والزين طاهر القسطيني(توفي سنة 899هـ)، وعبد الوهاب الزقاق(توفي سنة 961ه)، وأبو عبد الله محمد بن أبي جمعة الهبطي(توفي سنة 930هـ)، وعبد الرحمن القنطري(توفي سنة 956هـ) ومحمد بن علي الخروبي الطرابلسي(توفي سنة 963هـ)، ومحمد أبو الفضل خروف التونسي(توفي سنة 966هـ)”[30] . و”تتلمذ عنه جماعة من الأعلام منهم ” الشيخ الحطاب محمد بن محمد صاحب مواهب الجليل والشرح على الورقات، والخروبي الصغير، والناصر اللقاني، والشعراني،”[31]، و” أخذ عنه غيرهم كثير .
6ـ الدرجة العلمية: عالما، علما ، فقيها، محدثا، علما وشيخا صوفيا مشهورا له مكانة علمية مرموقة. فهو”أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي الإمام، العلامة، المحدث، الفقيه، الصوفي،الرحالة، المشهور شرقا وغربا، ذو التآليف العديدة المفيدة، والمناقب العتيدة الحميدة.”[32] ، فهو”عالم جليل، وأستاذ كريم، وشيخ صوفي فقيه، عاش حياته طالبا للعلم، سائرا إلى الحق،مرشدا إلى الخير”[33]،
7ـ الوظائف التي شغلها: التدريس والإمامة فكان زروق “يدرس في الجامع الأزهر الشريف وكان يحضر درسه زهاء ستة آلاف نفس من مصر والقاهرة وأحوازهما وتولى إمامة المالكية وصار أستاذ رواقهم ونصبوا له كرسيا عالي الاركان بديع الاتقان صار يجلس عليه ويملي الدروس ويفيد …وهذا الكرسي موجود برواق السادة المغاربة بالازهر الشريف “[34]،
8ـ شهادات العلماء فيه:قال عنه الحجوي في الفكر السامي:” الإمام الفقيه المحدث الصوفي المشهور في العالم الإسلامي الرحالة،ذو التصانيف العديدة المفيدة، والمناقب الحميدة، والزهد والورع، والانكباب على العلم والهداية…كان من الطبقة العالية في المؤلفين، بل والمنصفين والمرشدين، ذابّا عن السنة، قوّالا للحق، وهو آخر المحققين الجامعين بين الفقه والتصوف، المحتج به عند الطائفتين”[35]، وقال عنه الكتاني في فهرس الفهارس عن مصنفاته:” وكلامه في تصانيفه كلها كلام من حرّر وضبط العلم وعرف مقاصده، ومدار التشريع، بحيث يعتبر قلمه وعلمه وملكته قليلي النظير في المغاربة”[36]، وقال عنه محمدالزيتوني “إنه رأس السبعةالابدال نفعنا الله به “[37] وقيل عنه”شيخ العلمين،ومحقق الفنين، الإمام أبي أحمد زروق الفاسي” [38]،وقال عنه التنبكتي” وهوآخر أئمة الصوفية المحققين الجامعين لعلمي الحقيقة والشريعة”[39]، وقيل عنه في شجرة النور الزكية” العالم العامل شيخ الطريقة وإمام الحقيقة…وبالجملة فقدره فوق مايذكر وهو آخر أئمة الصوفية المحققين الجامعين لعلمي الحقيقة والشريعة”[40]، وهو كذلك من “العلماء المحققين والأئمة المدققين، الشيخ الفقيه العالم العارف بالله وبأحكام الدين، الجامع بين العلم والعمل، ناصر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق الأمثل، صاحب التصانيف الكثيرة، والرسائل المفيدة المنيرة، سيدي أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي، المشهور بزروق، الفاسي مولدا، المالكي مذهبا الأشعري عقيدة”[41] ، وأهم ماتميز به ز روق هو التوفيق بين الفقه والتصوف،”بأن مكن للطريقة أن تؤدي إلى الحقيقة دون إهمال الشريعة…متصوف سني”[42] .وقال أحمد بابا التنبكتي” وبالجملة فقدره فوق ما يذكر. ومن تفرغ فذكر حاله وفوائده وحكمه ورسائله جمع منها مجلدا”[43] كاملا.” وبالجملة فقدره فوق ما يذكرفهو آخر الأئمة الصوفية المحققين، الجامعين للحقيقة والشريعة”[44]، وقال ابن غازي في فهرسته” صاحبنا الأوّد الخلاصة الصفي الفقيه المحدث الفقير الصوفي البرنسي”،[45] ،وقال عبد الله كنون: “أطلق عليه علماؤنا رحمهم الله: محتسب العلماء والأولياء. وهي صفة جليلة ضخمة لم يظفر بها غيره من علماء الاسلام، لا فيما قبله ولا فيما بعده”[46]، لأنه ربط التصوف بالفقه و ضبطه به.ولذلك قال في كتابه قواعد التصوف:”فلا تصوف إلابفقه”.[47]
10ـ أعماله العلمية:(المؤلفات، التدريس الفتوى…) إن المتتبع لأعمال أحمد زروق العلمية يجد أنه كان كاتبا متعدد الجوانب والاهتمامات ،فهو” بحر العلوم والمعارف…كان رحمه الله عالما عاملا زاهدا ورعا له تآليف عديدة لا تكاد تنحصر منها تفسيره للقرآن العظيم وشرحه على رسالة أبي زيد القيرواني وله ثلاث شروح على متن القرطبية، وستة وثلاثين شرحا على الحكم العطائية، وشرحا على أسماء الله الحسنى وشرحا على دلائل الخيرات وله كتاب النصائح وكتاب قواعد الصوفية والعقائد الخمس، وله تآليف عديدة في التصوف ورسائل وعدة مؤلفات نفيسة”[48] أضف إلى ذلك أن القليل منها تم طبعه ونشره، لذلك تعددت أعماله العلمية ،فساهم في أبواب عديدة من العلم والمعرفة والدراسة، فكتب فيي”الفقه و الحديث وعلم الكلام والتصوف، والحساب، والطب ” [49]،والحديث النبوي الشريف، ونظم الشعر أيضا، غير أن أعماله العلميةالرئيسية تتبدى في مجالي التصوف والفقه أكثر من سواهما ” وأما تآليفه فكثيرة يميل إلى الاختصار مع التحرير ولا يخلو شيء منها عن فوائد غزيرة وتحقيقات مفيدة سيما في التصوف، فقد انفرد بمعرفته وجودة التأليف فيه، فمنها شرحان على الرسالة وشرح إرشاد ابن عسكر وشرح الوغليسية وشرح القرطبية وشرح الغافقية، وشرح العقيدة القدسية للغزالي، ونيف وعشرون شرحا على الحكم …وشرحان على حزب البحر وشرح الحزب الكبير لأبي الحسن الشاذلي وشرح مشكلاته، وشرح الحقائق والدقائق للمقري، وشرح قطع الششتري وشرح الأسماء الحسنى وشرح المراصد في التصوف لشيخه ابن عقبة، والنصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية ومختصره، وإعانة المتوجه المسكين على طريق الفتح والتمكين، وكتاب القواعد في التصوف ،وهذه الثلاثة في غاية النبل والحسن وكتاب النصح الأنفع والجنة للمعتصم من البدع بالسنة، وكتاب عدة المريد الصادق…وله تعليق لطيف على البخاري قدر عشرين كراسا اقتصر فيه على ضبط الألفاظ وتفسيرها، وجزء صغير في علم الحديث، وله رسائل كثيرة لأصحابه مشتملة على حكم ومواعظ وآداب ولطائف التصوف مع الاختصار قلّ أن توجد لغيره”[50]، وإذا تمت المقارنة بين تآليفه فإن إبداعه في التصوف أكثر منه في باب الفقه والشريعة،ومن مؤلفاته أيضا : عقائد الطوسي، الكناش، جامع الترمذي ،وغيره كثيرعبارة عن مخطوطات.
11ـ أعماله الدعوية والإصلاحية:(الخطابة والوعظ…) كان الشيخ زروق فقيها إصلاحيا، فقد كان مشاركا في النشاط السياسي الذي عم البلاد في فترة تواجده بفاس ،فهو لم لم يشارك في خلع السلطان عبد الحق المريني ولم يؤيد تلك الثورة التي قادها إمامه أبو فارس الورياغلي(مفتي فاس يومها وأحد شيوخ زروق) “[51]،بل كان معارضا و مخالفا للثائرين. وهذا ماأكد عليه أحمد الناصري في كتابه (الاستقصا) أن زروق رفض إمامة الورياغلي والصلاة خلفه فعبر عن رفضه بقوله:” لا آمن الغندور على صلاتي”[52] ،و موقف زروق هذا ليس تأييدا للسلطان وإنما حرصا على الوحدة ونبذ العنف، وهي من جملة مبادئ زروق ” فهو لا يتحامل ولا يعنّف،.. فنقده إصلاحي هادف”[53] . و كان من مهامه “الوعظ وتحضير الدروس فاشتهر بالعلم وقصدته العلماء ونزلت بساحته واقتبست من علومه ومعارفه”[54]، ولما سمعت بقدومه العلماء والفضلاء من أهل مصر وفدوا عليه وتمثلوا بين يديه وحضروا دروسه وصار يدرس في الجامع الأزهر الشريف وكان يحضر درسه زهاء ستة آلاف نفس من مصر والقاهرة وأحوازهما وتولى إمامة المالكية وصار أستاذ رواقهم ونصبوا له كرسيا عالي الاركان بديع الاتقان صار يجلس عليه ويملي الدروس ويفيد …وهذا الكرسي موجود برواق السادة المغاربة بالازهر الشريف وكانت له صولة ودولة عند أمراء المصريين وله عندهم القبول التام عند الخاص منهم والعام ثم توجه إلى طرابلس “[55]، وصار شيخا علما له مكانته واحترامه يتحلق من حوله طلبة العلم ،ويؤيد ذلك ما قاله عنه أستاذه أبو عبد الله السخاوي من أنه “صار له أتباع ومحبون” [56].
12ـ نشاطاته العلمية( اشتراكه في المؤتمرات والندوات مناظراته، ورحلاته): رحل زروق إلى تلمسان عام (870هـ)،وعاد إلى فاس ومكث فيها ثلاث سنين مشتغلا بالدرس والتأليف . ومن هنا بدأت “سياحة زروق الأولى التي استمرت أربعين يوما ما بين فاس وتلمسان وهو هنا يسجل ما رآه في رحلته تلك وهويقصد زيارة الشيخ أبي مدين شعيب”[57] و في “سنة 873هــ، خرج من فاس قاصدا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، فمر ببجاية والقاهرة ثم عاد إلى القاهرة بعد الحج وأقام بها سنة …ثم رجع لبلده فاس وأقام فيها مدة ثم غادرها ليستقر في مصراته”[58]، و” خرج زروق من مدينة فاس وقدم إلى مصر وتلاقى مع أبو العباس الحضرمي وأخذ عنه الطريق وتلقن الأوراد …وصار شيخه في التربية… ولما سمعت بقدومه العلماء والفضلاء من أهل مصر وفدوا عليه وتمثلوا بين يديه وحضروا دروسه وصار يدرس في الجامع الأزهر الشريف …ثم توجه إلى طرابلس “[59]، و في عام 875 هجرية ،عزم زروق على أداء فريضة الحج فتوجه” إلى الحج،وفي الطريق مرّبمصر وأقام بها عند عودته عاما تتلمذ خلاله على عدد من أعلام الشيوخ في الحديث والفقه والتصوف، مثل الحافظ السخاوي، ونور الدين السنهوري، وأبو العباس الحضرمي”،[60] فكان الحج محطة تكوينية لطلاب العلم ـ و لذلك يقول السخاوي عن تلميذه زروق في كتابه (الضوء اللامع) أنه” ارتحل إلى الديار المصرية فحج وجاور بالمدينة، وأقام بالقاهرة نحو سنة مديما للاشتغال عند الجوجري في العربية والأصول وغيرهما وقرأ علي(بلوغ المرام) وبحث علي في الاصطلاح بقراءته ولازمني في أشياء وأفادني جماعة من أهل بلاده”[61] ” وفي عام 877هـ رجع الشيخ زروق من مصر متجها إلى المغرب، فأقام ببجاية في الجزائر، وكانت له فيها مكاتبات واتصال مع شيوخه المشارقة، ثم رجع في عام 880هـ إلى وطنه بفاس،..فغادرها بعد أربع سنوات، ورجع إلى بجاية التي لم يستقر فيها طويلا هذه المرة، إذ سرعان ماغادرها إلى مصر، وفي مصر جدد الصلة بشيوخه القدامى، ومنهم الحافظ السخاوي، الذي حصل منه على إجازة، وأبو العباس الحضرمي، الذي وثّق صلته به، واستفاد منه وتأثر به كثيرا في التصوف المبني على الشريعة، وفي هذا الوقت صار للشيخ زروق شأن كبير في العلم، وقدم راسخة في التربية والسلوك، فالتف حوله طلبة العلم” [62]، ثم ” نزل الشيخ زروق مصراته عام 886هجرية،.. ولقي من أهلها كل تقدير وترحيب…واجتمع حوله الناس للإستفادة من دروسه ونصائحه وتوجيهاته وأحاطوه بالرعاية والعناية. وفي عام 894هـ توجه إلى الحج، ومر بالقاهرة حيث ألقى بعض الدروس بالجامع الأزهر، ثم رجع بعد أداء فريضة الحج إلى مصراته، وقضى بها السنوات الأربع الباقية من عمره”[63]، ثم رحل إلى مصراته وطاب له فيها المقام حيث قضى بقية أيام حياته .وقد حظي زروق في مصراتة بالمكانة والتوقير لمكانته وتجمع طلاب العلم من حوله، وصارت له الصدارة في مجالسهم،وبهذا فقد تنقل بين ” المغرب الأقصى وشمال افريقيا كله وليبيا ومصر والحجاز… وهي البلاد التي نشأ في أولاها وتنقل في بقيتها حتى تخير موطنا في ليبياــــ مدينة مصراته ـــــــ ليقضي بها بقية أيامه”.[64]، وهكذا هاجر زروق ” من المغرب حيث طاف بشمال افريقيا والمشرق حتى حطت به الرحال في مصراتة بعد كثرة ترحال”[65]
14ـ وفاته: توفي الشيخ زروق رحمه الله تعالى يوم 18 من شهر صفر سنة 899هـ/1493م، وعمره (54) سنة ودفن بمسراطة بضاحية طرابلس ليبيا”.[66].
إن الكتابةعن سيرة زروق لايؤدى حقها مقارنة بمكانته العلمية وغزارة مؤلفاته وإنما اكتفيت ببعضها ، وقد ورد في كتابه قواعد التصوف: “علم بلا عمل وسيلة بلا غاية، وعمل بلا علم جناية”[67]، فاللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
15ـ مصادر ترجمته:
- النصيحة الكافية، للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن أحمد بن بن عيسى البرنسي الفاسي المعروف بزروق 846هـ ـ 899هـ، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، الطبعة الأولى 1414هـ ـ 1993م.
- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين محمد بن عبد عبد الرحمن السخاوي، الجزء الأول، دار الجيل، بيروت.
- فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الادريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (ت1382هـ)، تحقيق إحسان عباس، دار الغري الاسلامي، بيروت،الطبعة الثانية، 1982 ،ج 1.
- أحمد زروق والزروقية دراسة حياة وفكر ومذهب وطريقة، علي فهمي خشيم، دار المدار الإسلامي، الطبعة الثالثة، 2002م.
- إعانة المتوجه المسكين إلى طريق الفتح والتمكين، لأبي العباس أحمد زروق الفاسي المالكي الأشعري(846هـ ـ 899م)، تحقيق نزار حمادي، دار الإمام ابن عرفة، تونس،الطبعة الأولى 1433هـ، 2012م.
- الاستقصالأخبار دول المغرب الاقصى، أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري ، دار الكتاب ،الدار البيضاء، 1954، الجزء 4.
- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1416هـ،، 1995م،المجلد 2، الجزء الرابع.
- الكناش صور من الذكريات الأولى، أحمد زروق، تقديم وتحقيق على فهمي خشيم، منشورات المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع، ليبيا، 1980م.
- أحمد بابا التنبكتي، 963ــ 1036، تقديم عبد الحميد عبد الله الهرّامة، منشورات دار الكاتب، طرابلس، الطبعة الثانية، 2000م.
- المنهل العذب، في تاريخ طرابلس الغرب، أحمد النائب الأنصاري الطرابلسي، منشورات مكتبة الفرجاني، طرابلس الغرب ــ ليبيا.
- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف المتوفى 1360هـ، خرج حواشيه وعلق عليه عبد المجيد خيالي،الجزء 1، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى م2002، 1424هـ.
- طبقات الشاذلية الكبرى، الحسن بن الحاج محمد الكوهن الفاسي، المكتبة الفاسية المصرية، مصر، الطبعة الأولى 1347هـ .
- عدة المريد، أحمد زروق، تحقيق الصادق بن عبد الرحمن الغرياني، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى، 1427هـ/2006 .
- فتح العلي الأكبر في تاريخ حياة سيدي عبد السلام الاسمر، أبو علي الطيب بن طاهر المصراتي، دار الكشاف، بيروت،1969م.
- قواعد التصوف تأليف أبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى، زروق الفاسي البرنسي المتوفى 899هـ، تحقيق عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 2005م/ 1429هـ.
- الرحلة العياشيية1661 ـ 1663م، عبد الله بن محمد العياشي ، حققها وقدّم لها: سعيد الفاضلي، سليمان القرشي، الطبعة الأولى 2006، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبو ظبي.
[1] قواعد التصوف تأليف أبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى، زروق الفاسي البرنسي المتوفى 899هـ، تحقيق عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 2005م/ 1429هـ، ص39.
[2] عدة المريد، أحمد زروق، تحقيق الصادق بن عبد الرحمن الغرياني، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى، 1427هـ/2006 م،ص 7.
[3] النصيحة الكافية، للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن أحمد بن بن عيسى البرنسي الفاسي المعروف بزروق 846هـ ـ 899هـ، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، الطبعة الأولى 1414هـ ـ 1993م، محمد ص 5.
[4] الكناش صور من الذكريات الأولى، أحمد زروق، تقديم وتحقيق على فهمي خشيم، منشورات المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع، ليبيا، 1980، ص12.
[5] نفسه، ص11.
[6] الكناش، ص11، م س. وورد ذلك في عدة المريد ص 7،. وفي الضوء الامع، ص 222، وفي كتاب أجمد زروق والزروقية، ص27 ،وورد في الثامن والعشرين في نيل الابتهاج بتطريز الديباج، أحمد بابا التنبكتي، 963ــ 1036، تقديم عبد الحميد عبد الله الهرّامة، منشورات دار الكاتب، طرابلس، الطبعة الثانية، 2000م، ص130، وانظر المنهل العذب، في تاريخ طرابلس الغرب، أحمد النائب الأنصاري الطرابلسي، منشورات مكتبة الفرجاني، طرابلس الغرب ــ ليبياــ،ص 171. وانظر في النصيحة الكافية، ص 5.
[7] قواعد التصوف، ص7، م س.
[8] المنهل العذب ، ص،181 م س. وانظر عدة المريد، ص7.
[9] الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1416هـ،، 1995م،المجلد 2، الجزء الرابع، ص311.
[10] طبقلت الشاذلية، ص123.، م س
[11] المنهل العذب ص181، 182.وانظر نيل الابتهاج ص130.وانظر قواعد التصوف ص9.
[12][12] عدة المريد ص8،9، م س.
[13] طبقات الشاذلية الكبرى، الحسن بن الحاج محمد الكوهن الفاسي، المكتبة الفاسية المصرية، مصر، الطبعة الأولى 1347هـ ، ص123.
[14] نفسه، ص13، 14.، 15.
[15] قواعد التصوف، ص9، م س.
[16] الكناش، ص18، 19، م س..
[17] الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين محمد بن عبد عبد الرحمن السخاوي، الجزء الأول، دار الجيل، بيروت، ص222،223.
[18] عدة المريد، ص11، م س.
[19] أحمد زروق والزروقية دراسة حياة وفكر ومذهب وطريقة، علي فهمي خشيم، دار المدار الإسلامي، الطبعة الثالثة، 2002م،ص 36.
[20] قواعد التصوف تأليف أبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى زروق الفاسي البرنسي المتوفى 899هـ، تحقيق عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 2005م/ 1429هـ، ص 6.
[21] الكناش، ص17، 28، م س.
[22] قواعد التصوف، ص9، م س.وانظر الرحلة العياشيية1661 ـ 1663م، عبد الله بن محمد العياشي ، حققها وقدّم لها: سعيد الفاضلي، سليمان القرشي، الطبعة الأولى 2006، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبو ظبي،، ص267.
[23] الكناش، 38، م س.
[24] المنهل العذب، ص 182، م س. وانظر شجرة النور الزكية ، ص131.
[25] شجرة النور الزكية، ص386، م س. وانظرأحمد زروق والزروقية، ص 33،34.
[26] نيل الابتهاج، ص131، م س.
[27] طبقات الشاذلية، ص123، م س.
[28] عدة المريد، ص 9، م س.
[29] فتح العلي الأكبر في تاريخ حياة سيدي عبد السلام الاسمر، أبو علي الطيب بن طاهر المصراتي، دار الكشاف ، بيروت،1969، ص194.
[30] قواعد التصوف، ص10، م س.
[31] عدة المريد، ص12، م س. وانظر شجرة النور الزكية، ص 132.
[32] المنهل العذب، ص171، م س. وانظر نيل الابتهاج ص 130.
[33] الكناش صور من الذكريات الأولى، ص9، م س.
[34] طبقات الشاذلية الكبرى، ص124، م س..
[35] الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، ص311،312، م س.
[36] فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الادريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (ت1382هـ)، تحقيق إحسان عباس، دار الغري الاسلامي، بيروت،الطبعة الثانية، 1982 ،ج 1، ص455.
[37] نقلا عن المنهل العذب، ص184، م س. وانظر نيل الابتهاج ص134.
[38] الرحلة العياشية، ص 265، م س..
[39] نيل الابتهاج، ص132، م س.
[40] شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف المتوفى 1360هـ، خرج حواشيه وعلق عليه عبد المجيد خيالي،الجزء 1، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى م2002، 1424هـ، ص386، 387.
[41] إعانة المتوجه المسكين إلى طريق الفتح والتمكين، لأبي العباس أحمد زروق الفاسي المالكي الأشعري(846هـ ـ 899م)، تحقيق نزار حمادي، دار الإمام ابن عرفة، تونس،الطبعة الأولى 1433هـ، 2012م، ص5.
[42] أحمد زروق والزروقية، ص206، م س.
[43] نيل الابتهاج، ص132، م س.
[44] المنهل العذب، ص183، م س.
[45] نقلا عن نيل الابتهاج، ص131، م س.
[46] نقلا عن النصيحة الكافية، ص7، م س.
[47] قواعد التصوف، ص 22، م س.
[48] طبقات الشاذلية، ص123.، م س.
[49] عدة المريد، ص12، م س.
[50] نيل الابتهاج، ص 131، 132، م س. وورد ذلك في شجرة النور الزكية، الجزء 1، ص 387، م س. وانظر الفكر السامي، ج 4، ص312..
[51] انظر الكناش، ص 43،44، م س
[52] الاستقصالأخبار دول المغرب الاقصى، أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري ، دار الكتاب ،الدار البيضاء، 1959، الجزء 4، ص100. وانظر الكناش، ص 49، م س.
[53] عدة المريد، ص16، م س.
[54] طبقات الشاذلية، ص123، م س.
[55] طبقات الشاذلية الكبرى، ص124، م س.
[56] الضوء الامع، ص222، م س,
[57] الكناش ص 46، م س
[58] النصيحة الكافية، ص5،6، م س.
[59] طبقات الشاذلية الكبرى، ص124، م س.
[60] عدة المريد، ص 9، م س.
[61] نفسه.
[62] عدة المريد.، ص10، م س
[63] عدة المريد، ص 10، 11، م س.
[64] الكناش، ص8، م س. وانظر نيل الابتهاج ص132، وطبقات الشاذلية ص126.وشجرة النور الزكية، ص387. وقواعد التصوف ص12.
[65] الكناش، ص47، م س.
[66] قواعد التصوف، ص12، م س، وانظر طبقات الشاذلية ص 126،.وعدة المريد ص11, وانظر الكناش ص 8.
[67] قواعد التصوف، ص 26، م س.
تعليق واحد
ترجمة مفيدة لعلم من أعلام العلم والتربية، بارك الله في جهود الدكتورة الفاضلة وزادها الله علما وحلما